سينسى الجزائريون بمختلف شرائحهم، اليوم، التعديلات التي أجراها رئيس الجمهورية مؤخرا، إلى غاية معرفة جواب القرعة وما ستُسفر عنه من نتيجة لمعرفة الفريق الذي سيُواجه الجزائر في مباراة السد المؤهلة للبرازيل، خاصة أن أكثر ما يشد الذهن إلى موعد القرعة هو احتمال تكرار السيناريو التاريخي بين الجزائر ومصر، الذي وقع قبل أربعة أعوام.بالتأكيد، يعيش المصريون على الأعصاب اليوم إلى غاية معرفة الفريق الذي سيُقابله الفراعنة لمباراة السد الفاصلة التي سيقتطع بها الفريق الفائز تأشيرة إلى بلد كرة القدم للعب كأس العالم. وبالتأكيد سيتناسى المصريون مثل نظرائهم الجزائريين، السيسي وأفعاله والإخوان وأفعالهم، كون سياسة كرة القدم أثبتت تفوقها على كل أنواع السياسات، حتى لو كان الأمر يتعلق بسياسات تقرير مصير البلدان.
الأكيد أنه في حالة مواجهة جزائرية - مصرية لن تكون النكهة مماثلة لتلك التي تذوقها الرأي العام الجزائري والمصري، فمصر اليوم تلملم جراحها جراء أزمة حقيقية كانت ستستعر بكل المقاييس لولا أن انفضت الاعتصامات ونزلت حدة المواجهات في الشارع.. فمصر مبارك لم تعد قائمة، أو على الأقل من المستبعد أن يتم التوظيف السياسي لمباراة الجزائر/ مصر في الحالة المصرية على الصعيد الخارجي، وعكس ذلك قد تكون محل التوظيف ذاته للداخل.
إن مجريات القرعة التي ستجري وقائعها اليوم في مصر تعيد إلى الأذهان الكثير من الصور، الجميلة والقبيحة في آن واحد.. فهي تذكرنا كيف بدا السياسي يفهم في عمل المدرب ويعرف كرة القدم، ويذكرنا كيف كانت كل الأنشطة السياسية في الهيئات الرسمية وتحت إشراف كبار الدولة، تُفتح تحت هتاف "وان تو ثري فيفا لالجيري"، وتذكرنا القرعة بالجسر الجوي التاريخي الذي نقل ما يقارب 60 ألف جزائري إلى أم درمان بالسودان، استمر نقلهم إيابا أياما.
ليس هذا فحسب، بل تذكرنا أيضا المواجهة بكل تلك العنصريات والتجاوزات الإعلامية والشعبوية التي طالت كرامة وتاريخ وذاكرة الشعبين. لقد تسببت المواجهة الكروية في إنشاء قوائم لشخصيات مصرية معادية للجزائر على شبكات التواصل الاجتماعي، وبقيت الأزمة الكروية تلاحق السياسيين والفنانين المصريين الذين يحلون بالجزائر من خلال أسئلة الإعلاميين، خاصة أن هناك كثيرا من الشخصيات في مصر التي اعترفت أن ما طال الجزائر من سوء كان وراءه نظام مبارك، وقد زادت تلك الاعترافات غزارة بعد سقوط مبارك عن الحكم.. كثير من الجزائريين والمصريين يتمنون تجنب بعضهما البعض في القرعة، والكثير منهم أيضا يرغبون في العكس، لكن البعض لمبرر كروي، والأخطر أيضا أن البعض الآخر لمبرر سيء بعيد عن أخلاق الرياضة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/09/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عبد اللطيف بلقايم
المصدر : www.djazairnews.info