ماذا لو؟!

ينتظر الجزائريون والمصريون على حد سواء، نتائج القرعة الخاصة بالدور الفاصل، التي ستجرى اليوم بالعاصمة المصرية، القاهرة، والتي سيتعرف من خلالها كل من الفريقين على خصمه في مباراتي السد لاقتطاع تأشيرة مونديال 2014 بالبرازيل. لكن ماذا لو أن الفريقين هما الخصمان في تلك المقابلة، هل نستعد لحرب قذرة جديدة؟!منذ أيام وبعض وسائل الإعلام الجزائرية والمصرية تتأهب لهذا اليوم، وتحاول التلميح عبر استعمال بعض التصريحات الاستفزازية، وربما هذه الملامح الخطيرة لا هدف لها سوى العودة بالشعبين إلى "الحضيض" الذي عاشاه في العام 2009، والذي علينا الاعتراف بأننا كإعلاميين ومشجعين انسقنا وراءه ولم نتمكن من ضبط عواطفنا والاستماع إلى صوت العقل، لأن تأثير وسائل الإعلام -من كلا البلدين- كان قويا وخارجا عن النطاق الرياضي، بل ومنخرط حتى النخاع في المكائد والدسائس السياسية ومشرب بكل العقد التي تراكمت لدى هذه الشعوب المسكينة التي لم تعد تعرف طريقا للافتخار بنفسها -هوية وإنجازا- إلا من خلال الآخر الذي في الحقيقة لا يختلف عنها بالأساس، لا في المستوى الرياضي والاقتصادي... ولا غيرهما. ورحنا نخضع لتنويم مغناطيسي نزل بنا إلى أسفل السافلين. جزائريون ومصريون- تحلقنا حول ذلك الجلد المنفوخ بكل ما اوتينا من قوة حتى تحول إلى مسألة شرف، في الوقت الذي لم نستطع نحن العرب، التحلق للنقاش والاهتمام بشؤون تخلفنا بهذا الشكل. ولنفكر مثلا ماذا لو أن الفيفا تقرر أن مشاركة الدول في كأس العالم تكون على مقاييس تتعلق بالدخل الفردي للمواطن في البلد، أو مستواه العلمي، ولما لا الرعاية الصحية، أو الترتيب العلمي للجامعات... وغيرها. هل كنا نحن ومصر تقابلنا في تلك المباراة؟!