ماتوا و السلام

الاحتجاجات في البحرين مستمرة ولم تخمد كما تحاول وسائل الإعلام إظهار ذلك، والدليل أن شابا قتل مؤخرا تحت عجلات سيارة الشرطة البحرينية، لكن لا الجزيرة ولا شقيقتها في رضاعة الفتن العربية استطاعتا الحديث عن حيثيات الحادث، أو حيثيات القتلى الذين يسقطون في البحرين على يد الشرطة أو الجيش البحريني، أو أي جهاز آخر في البحرين، فالذين يسقطون في البحرين، بالنسبة لقنوات "ثورات الذر" ماتوا والسلام، فالكمرات تمر على جثثهم لتجعل منها تلة تصور عليها الأحداث في سوريا واليمن، وتجعل الدخان في الشام كثيفا والدم حتى الركب، وهذا لا يعني أننا نساند "بشار في جلد أسد" الذي يقتل شعبه، ولكن الأمانة الإعلامية تقضي بأن تتناول القنوات الفضائية أحداث البحرين وأحداث اليمن وسوريا على قدم المساواة، لأن المأساة واحدة والشعب البحريني مثله مثل الشعب السوري يبحث عن حريته وكرامته، أم تراه الشعب السوري "الأعز" والشعب البحريني " الأذل" لدى الذين يحملون طبول الحرب في الإعلام، خلاصة القول أن البحرين دولة خليجية وجب المحافظة على استقرارها لتستقر قطر والسعودية والإمارات وباقي الإمارات، فسقوط نظام البحرين يعني سقوط إمارات الخليج في ثورات شعوبهم، لذا الثورة خارج محيط الخليج حلال .. حلال .. حلال ، أما إذا تعلقت يدول الخليج فهي حرام حرمة تطليق أمراء الخليج لجواري روسيا البيضاء. حتى وان انتفض أهل الخليج لنيل حريتهم ومات منهم من مات، فإن قنوات الفتنة والفتنة الأخرى، ستمر على الموتى بتعليق "ماتوا والسلام" لتهتم بعدها بسوريا وغير سوريا من الأعراب الذين ضحكت عليهم قناة.