ما هي المراتب الخمس للناس في الصلاة؟

تعد الصلاة ركناً أساسياً من أركان الإسلام وهي عمود المسلم الحق. وهي همزة الوصل بين العبد وربه وهي أول ما فرضه الله من العبادات وآخر ما وصى عليه -أفضل الصلوات والسلام- أمته عند وفاته. لذا وجب المحافظة على أدائها في مواقيتها المحددة لقوله تعالى: إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً .وقد ذكر العلامة ابن القيم الجوزية رحمه الله في كتابه الوابل الصيب من الكلم الطيب أن الناس في الصلاة على مراتب خمس هي مُعاقَب مُحاسَب مُكفَّر عنه مُثاب مُقرَّب من ربه . فالقسم الأول مُعاقَب وهو مرتبة الظالم لنفسه المفرط وهو الذي انتقص من وضوئها ومواقيتها وحدودها وأركانها والقسم الثاني مُحاسَب وهو من يحافظ على مواقيتها وحدودها وأركانها الظاهرة ووضوئها لكن قد ضيع مجاهدة نفسه في الوسوسة فذهب مع الوساوس والأفكار. وأما القسم الثالث هو مُكفَّر عنه وذلك من يحافظ على حدودها وأركانها وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار فهو مشغول بمجاهدة عدوه لئلا يسرق صلاته فهو في صلاة وجهاد . والقسم الرابع مرتبة المُثاب من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودها واستغرق قلبه مراعاة حدودها وحقوقها لئلا يضيع شيئا منها بل همه كله مصروف إلى إقامتها كما ينبغي وإكمالها واتمامها قد استغرق قلب شأن الصلاة وعبودية ربه تبارك وتعالى فيها. والقسم الخامس هو مُقرَّب من ربه من إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك ولكن مع هذا قد أخذ قلبه ووضعه بين يدي ربه عز وجل ناظرا بقبله إليه مراقبا له ممتلئا من محبته وعظمته كأنه يراه ويشاهده وقد اضمحلت تلك الوساوس والخطوات وارتفعت حجبها بينه وبين ربه فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أفضل وأعظم مما بين السماء والأرض وهذا في صلاته مشغول بربه عز و جل قرير العين به .