إنّ عذاب القبر حقّ، وهو ثابت بالكتاب والسُّنَّة والإجماع، أمّا في حقّ الكفار فهو دائم لا ينقطع بدليل قوله تعالى في آل فرعون النّار يُعرَضون عليها غُدُوًّا وعشياً، ويوم تقوم السّاعة أدخِلوا آل فرعون أشدَّ العذاب . فقوله النّارُ يُعرَضون عليها غُدواً وعشياً هذا قبل قيام السّاعة، وهو عذاب القبر.أمّا قوله تعالى قالوا يا وَيْلَنا مَن بعثَنا مَن مَرقَدِنا فقد استدل به بعض العلماء على أنّه يُخفَّف عن الكفار عذابهم في القبر ما بين النّفختين، لكن قيل: إنّ هذا ليس بلازِم، لأنّ قبورَهم مَرقَد لهم، وإن عُذِّبوا فيها. أمّا عُصاة المؤمنين الّذين يقضي الله تعالى عليهم بالعذاب فهؤلاء قد يدوم عذابُهم وقد لا يدوم، وقد يطول وقد لا يطول، حسب الذُّنوب، وحسب عفوِ الله عزّ وجلّ. وفي الصّحيحين من حديث ابن عبّاس رضي الله عنهما أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مَرَّ بقبرين، فقال: إنّهما لَيُذَّبَان وما يُعذّبان في كبير، أمّا أحدهما فكان يمشي بين النّاس بالنّميمة، وأمّا الآخر فكان لا يستتر من بوله ثمّ وضع جريدتين (من أوراق الشّجر) فوق قبريهما وقال: يُخفَّف عنهما العذاب بهاتين الجريدتين ما لم يَيْبَسا أو كما قال صلّى الله عليه وسلّم. ولقد علّمنا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن نتعوَّذ بالله من عذاب القبر في كلّ صلاة. نعوذ بالله من عذاب جهنّم ومِن عذاب القبر. أمين.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/02/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : يعدها الشيخ ابو عبد السلام
المصدر : www.elkhabar.com