من مواليد 25 ديسمبر 1916 بمغنية (تلمسان)، انضم أحمد بن بلة إلى حزب الشعب الجزائري بعد مجازر 8 ماي 1945 التي ارتكبها المستعمر الفرنسي في حق السكان الجزائريين.
وهو مسؤول بالمنظمة السرية بمنطقة وهران شارك في الهجوم على مكتب بريد وهران في 1949 إلى جانب حسين آيت احمد.
وبعد حظر حزب الشعب الجزائري من قبل الإدارة الاستعمارية التحق باللجنة المركزية للحركة من أجل انتصار الحريات والديمقراطية قبل أن يتولى المسؤولية الوطنية للمنظمة السرية خلفا لحسين آيت احمد.
وبعد توقيفه بالجزائر العاصمة في ماي 1950 قضى 7 سنوات في السجن بتهمة المساس بأمن الدولة. وهو مسجون بالبليدة تمكن من الفرار سنتين من بعد رفقة علي محساس.
وفي 1953 التحق أحمد بن بلة بآيت احمد ومحمد خيضر بالقاهرة (مصر) حيث كلف بمهمة نقل الأسلحة والذخيرة إلى الجزائر بعد اندلاع حرب التحرير الوطني في الفاتح نوفمبر .1954
وتم توقيف بن بلة الذي كان عضوا بالوفد الخارجي لجبهة التحرير الوطني من قبل مصالح الأمن الفرنسية بعد تحويل الطائرة ''أطلس للطيران'' وهو عائد من المغرب رفقة محمد بوضياف وحسين آيت احمد ومحمد خيضر ومصطفى لشرف.
كما تم حبسه بإيل داكس وقصر تروكانت وأولنوي إلى غاية 18 مارس 1962 وهو تاريخ التوقيع على اتفاقيات ايفيان.
واحتل أحمد بن بلة الذي كان عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية من 1956 إلى 1962 على التوالي منصب نائب رئيس المجلس (وهو في السجن) في 19 سبتمبر 1958 وفي 18 جانفي 1960 وأخيرا في 27 أوت 1961 (كذلك وهو في السجن).
وإثر إطلاق سراحه في 1962 شارك في مؤتمر طرابلس، حيث كان على خلاف مع الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.
وفي 27 سبتمبر 1962 أصبح رئيسا للمجلس ورئيس الحكومة. وفي 15 سبتمبر 1963 تم انتخابه رئيسا للجمهورية ورئيسا للمجلس.
وبعد تنحيته من الحكم في 19 جوان 1965 بقي احمد بن بلة تحت الإقامة المحروسة إلى غاية جويلية 1979 وبعدها تم وضعه تحت الإقامة الجبرية بالمسيلة (شرق الجزائر) قبل أن يطلق سراحه في أكتوبر .1980
وإثر ذلك أنشأ بفرنسا الحركة من أجل الديمقراطية بالجزائر. وعاد إلى الجزائر بصفة نهائية في 29 سبتمبر .1990
وقد ساند أحمد بن بلة سياسة المصالحة الوطنية التي طبقها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة.
وكان منذ 2007 رئيسا للجنة العقلاء للاتحاد الإفريقي وهي هيئة من أجل الوقاية والتدخل في الأزمات التي تهز القارة الإفريقية.
أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، أنه بوفاة الرئيس الأسبق أحمد بن بلة الذي وافته المنية، أمس، تكون الجزائر فقدت رجلا من رجالاتها التاريخيين العظام وحكيما من صفوة حكماء إفريقيا المتبصرين.
وفي برقية تعزية بعث بها إلى عائلة الفقيد قال الرئيس بوتفليقة: ''يشاء القدر أن يرحل عنا واحد من أبرز زعماء الجزائر المعاصرين وحكيم من صفوة حكماء إفريقيا المتبصرين المجاهد الرئيس المغفور له بإذنه تعالى أحمد بن بلة أحسن الرحمن وفادته وطيب ثراه وأكرم مثواه وأنزله في جنات النعيم مع الصادقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا''.
''لقد اقترن اسم الفقيد -يضيف رئيس الدولة- بتاريخ الحركة الوطنية وثورة التحرير الظافرة وبناء الدولة الحديثة وترك بنضاله مآثر في مسيرة الجزائر ونهضتها منذ كان على رأس المنظمة الخاصة لحركة انتصار الحريات الديمقراطية في أربعينيات القرن المنصرم''.
وذكر الرئيس بوتفليقة أن الفقيد ''قد كابد في نضاله الطويل ظلمة السجون وذاق أهوال التعذيب وغربة المنفى ولكن ذلك لم يزحزحه عن مبادئه قيد أنملة ولم ينل من صلابة عزيمته وإيمانه بحق شعبه في التحرير واستعادة السيادة مثقال ذرة بل زاد في تصميمه وإيمانه ببلوغ الغاية القصوى في نضاله''.
وأضاف أن أحمد بن بلة ''كان من الرعيل الأول الذين خططوا لثورة التحرير وحملوا مشعلها في الداخل والخارج إلى أن غدرت به إدارة الاستعمار في قرصنة جوية غير مسبوقة صحبة ثلة من رفاقه الزعماء في 22 أكتوبر من عام 1956 ليمضي مرة أخرى أمدا في زنازين المحتل لكنه ظل على عهده صامدا مسهما من غيابات السجن بآرائه وحكمته في تسيير شؤون ثورة نوفمبر إلى جانب رفاق الدرب في جيش وجبهة التحرير ثم في الحكومة المؤقتة''.
''ولم يكن من المصادفة -كما أوضح رئيس الجمهورية- أن يرتقي فقيد الجزائر سدة الحكم في الجزائر المستقلة ليتحمل مسؤولية ثقيلة بالنظر إلى ما كان عليه وضع البلاد آنذاك بعد سبع سنوات ونصف من الدمار الشامل وعلى خلفية أكثر من قرن وربع قرن من الاحتلال البغيض''.
وأكد رئيس الدولة أنه بوفاة أحمد بن بلة تكون الجزائر ''فقدت فيه اليوم رجلا من رجالاتها التاريخيين العظام أدى الواجب بأمانة مناضلا ومجاهدا ورئيسا أولا للجزائر المستقلة عمت سمعته المشرفة كل أرجاء العالم''، مضيفا أنه ''على الرغم من السنين التي أثقلت كاهله فقد ظل على عهده أمينا مسهما في دعم تدابير وإجراءات الوئام والمصالحة الوطنية وإرساء ثقافة السلم والمحبة والتآخي في وطنه الحبيب وفي القارة الإفريقية''.
وتابع رئيس الجمهورية قائلا ''وهكذا فمن ذروة النضال السياسي إلى قمة الكفاح المسلح إلى سدة الحكم إلى أوج الصبر والوفاء إلى الرفيق الأعلى ظل فقيد الجزائر يكافح وينافح طيلة حياته المديدة التي لم ينتقل فيها من موقف سام إلا إلى موقف أسمى حتى رحل عن الدنيا''.
وجاء في برقية الرئيس بوتفليقة ''وجدير بمن آتاه الله هذه المكانة الرفيعة وحباه بالمراكز العالية والأخلاق الفاضلة أن يتربع في حياته على عرشه في قلوب مواطنيه وأن ينال الإعجاب والتبجيل لدى معاصريه وأن تعتصر لفقده عيون كل الجزائريين دمعا وتنفطر قلوبهم ألما فليس من الهين فقدانه ولا في الإمكان نسيانه''.
''فنم هانئا قرير العين أيها الأخ العزيز بعد أن رأيت وطنك الحبيب يخطو وئيدا إلى الأمن والاستقرار ويتدرج واثقا إلى الرخاء والازدهار وقد التحم بنوه والتأموا في مسيرة مبشرة بغد مفعم باليمن والخير'' يضيف السيد بوتفليقة.
''وإذ أعزي أسرتكم ورفاق دربكم في النضال -يقول رئيس الدولة- فإنما أعزي نفسي متضرعا إلى المولى عز وجل أن ينزل في قلوبهم وقلوبنا الصبر الجميل ويعوضهم ويعوضنا في فراقكم بالخير الوفير ويوفيهم
قال الرئيس الأسبق، أحمد بن بلة، أن الرئيس بوتفليقة هو الأفضل لقيادة الجزائر والجزائريين في الوقت الحالي. معتبرا أنه لو يحدث في الجزائر ما حدث في تونس ومصر، فإن ذلك لن يجلب الخير للجزائريين. وكان أحمد بن بلة قد صرح في حوار مطوّل أجرته معه مجلة ''جون آفريك'' سنة 2011 ''أنّه لو يحدث في الجزائر ما حدث في مصر وتونس، فإن ذلك لن يعود بالخير على الجزائريين، وتمنى بن بلة أن لا يحدث في الجزائر ما حدث في بعض الدول العربية، مثل تونس، مصر واليمن''.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/04/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : وأضاف بن بلة بأنّه يفضّل الرئيس بوتفليقة لقيادة الجزائر قائلا، ''لدينا شخص الرئيس بوتفليقة موجود هنا، وأفضل أن يستمر الأمر كما هو عليه''.
المصدر : www.el-massa.com