الجزائر

ما حدود مسؤولية المرأة المسلمة تجاه زوجها في الإسلام؟



 يدخل ضمن حسن الخلق مراعاة شعور الزّوج، حيث تبتعد المرأة المسلمة عمّا يؤذي مشاعر زوجها من قول أو فعل، ويدخل ضمن ذلك:
مراعاة مكانته الاجتماعية، حيث لا تتضايق من عمله خارج البيت أيًّا كانت مهنته ما دام عمله شريفاً حلالاً.
مراعاة ظروفه المالية، حيث تتذكّر قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''أعظم النّساء بركة أيسرُهنّ مُؤنة''، وروت زينب امرأة عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما وكانت ذات مال وزوجها فقير أنّها أوصَت بمَن يسأل الرّسول صلّى الله عليه وسلّم إن كان يجوز لها أن تتصدّق على زوجها؟ فقال عليه الصّلاة والسّلام: ''نعم ولها أجران أجرُ القرابة وأجرُ الصّدقة'' رواه البخاري ومسلم.
كتمان الأسرار، فلا بدّ على الزوجة أن تكتم أسرار زوجها وبيتها، خاصة أدق أسرار الحياة الزوجية، وكذا الخلافات التي هي أمر طبيعي في الحياة الزوجية.
التواصي بالأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ''رَحِم الله رجلاً قام من اللّيل فصلّى ثمّ أيقظ امرأته فصلَّت، فإن أبَتْ نَضَحَ في وجهها الماء، ورَحِم الله امرأة قامَت من اللّيل فصلَّت وأيقظت زوجها فصلّى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء''. وندرك من هذا أهمية الزواج بذات الدَّيْن، لأن الواقع يؤكد أن المرأة الصّالحة ذاتُ أثر كبير على زوجها حيث تعينه على تحقيق العبودية لله تعالى.
التزيُّن للزوج، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''جميل يُحبّ الجمال'' عن الله تعالى. فينبغي أن تدرك المرأة أنها تتقرّب إلى الله حين تتزيّن لزوجها باعتدال دون إهدار للوقت أو المال، سيما أن في ذلك استمالة لقلب الزوج، وإرضاء لغرائز المرأة.
أمّا مسؤولية الزوج تّجاه زوجته، فتتمثل في:
المهر: من تمام اهتمام الإسلام بالمرأة أن أعطاها حقَّها في التملُّك، قال الله تعالى {وآتوا النِّساء صَدُقاتِهنّ نِحْلَة}، وقال سبحانه {وإن أردتُم استبدال زوج مكان زوج وأتيتُم إحداهنّ قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بُهتاناً وإثماً مبيناً وكيف تأخذونه وقد أفْضَى بعضكم إلى بعض وأخَذْنَ منكم ميثاقاً غليظاً} والمهر يُطيّب نفس المرأة.
النّفقة: والمقصود بها توفير الطعام والمسكن والدواء واللباس، وإن كانت غنية، وهي واجبة على الزوج بالكتاب والسنّة والإجماع. قال تعالى {الرِّجال قوّامون على النّساء بما فضّل الله بعضَهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم}، وروى مسلم أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال في حجّة الوداع: ''فاتّقوا اللهَ في النّساء، فإنّكم أخذتموهنّ بكلمة الله، واستحللتُم فروجَهنّ بكلمة الله، ولكم عليهنّ ألاّ يُوطئن فرشَكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهنّ ضرباً غير مبرح، ولهنّ عليكم رزقهنّ وكسوتهنّ بالمعروف''، فشروط استحقاق النّفقة أن يكون عقد الزواج صحيحاً، وأن تسلِّم نفسها إلى زوجها وتمكِّنُه من الاستمتاع بها.

        يتبع






سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)