الجزائر

ما حدث تصرف مخجل



ما حدث تصرف مخجل
لسنا هنا بصدد اعطاء درس في “الرجلة “ لمنتخب ثوار ليبيا لكرة القدم، لكن إذا كانت هذه “الرجلة “ تقودنا الى متاهات فلا نريدها، إننا نجد انفسنا مجبرين على تقديم النصيحة لمن يقحمون السياسة في كل شيء، لنقول لهم ان المظاهر المخجلة والمؤسفة التي تسببتم فيها اول امس الاحد بالدار البيضاء في اعقاب هزيمتكم امام المنتخب الجزائري، لا تشرف احداولا تشجع مستقبلا على اقامة لقاءات بين الاشقاء، طالما ان العنجهية هي التي توجه سلوكات بعض من يسمون انفسهم بالثوار، وحتى إذا سلمنا بأن هؤلاء يستحقون صفة الثائر في بلادهم، فإن محاولة تصديرهم للفوضى الى ملاعب كرة القدم في بلدان شقيقة مجاورة، هو في الواقع سلوك ينم عن سذاجة ويشوش على الصورة التي كنا نحلم بأن نرى بها هذا المنتخب الشقيق الذي تجاوز التأثيرات السلبية للنكسة التي عرفها هذا البلد الشقيق.
صحيح ان كرة القدم تعتمد الأساليب الرجولية، وصحيح ان رغبة الفوز قد تعمي الأبصار في بعض الاحيان، وقد نجد العذر لتصرف ما عندما تكون كرة مشتركة بين لاعبين اثنين، لكن أن يأتي البعض الى ميدان اللعبة وعقولهم مشحونة بحسابات ضيقة ومقيتة، فهنا المصيبة وهنا الخشية والكارثة وهنا ايضا يجب ان نقف لحظة تأمل لنتساءل، ماذا كان يريد اولئك الذين حولوا ارضية ملعب محمد الخامس، الى حلبة مصارعة، ولماذا لم يفعلوها امام منتخبات اخرى، ألم يتعظوا من قرار نقل مبارياتهم الى خارج ليبيا، اولم يدركوا بأن سبب ذلك، هو هذه “الرجلة “ الزائدة عن اللزوم والتي عادة ما توظف في غير محلها؟
إن القول بأن تلك التصرفات تحدث في كل ملاعب العالم، هو في الواقع ليس سوى هروب من تحمل مسؤولية ما حدث، وكان من الأجدر بالرسميين الليبين الذين رافقوا “منتخب ثوار...” ان يعتذروا عن هذه الممارسات لتلطيف الأجواء بين شباب البلدين، ولا يحاولوا الخوض في تبريرات لن يقبلها أي منطق واعتماد اساليب تبريرية مضحكة ومخجلة في آن واحد...
وما نخشاه هو ان نرث من خلال منتخب ليبيا الثائر، ما كان يحدث من قبل سناريوهات مع المصريين في العهد البائد، حين كان يخرج ابناء مبارك لتحريض جماهير الالتراس، لممارسة شتى طقوس العنف ضد الجزائريين عند كل مواجهة، ولهذا نأمل من هؤلاء أن يوجه المسؤولون الليبيون سلوكات رياضييهم توجيها سليما يخدم اللعبة، ويعمل على تمتين اواصر الصداقة بينهم وبين نظرائهم الجزائريين في كل لقاء كروي او غير كروي، مهما كانت اهمية الاحداث وحساسية المباريات التي تجمعنا مستقبلا...
نحن لا نأمل من لاعبي منتخب ليبيا سوى التحلي بالروح الرياضية فوق الميدان وليبق الميدان هو الفاصل بيننا، أما دون ذلك فإننا نرفضه كما نرفض منطق العنجهية والتعنتير، لأننا نحن ايضا نملك الكبرياء وعزة النفس ونجيد اساليب التعنتير بمنطق رجولي يتسم بالعفة والتسامح، وندرك بأن هذه اللقاءات تجري بين شباب دولتين شقيقتين وليس بين قبيلتين اوعرشين...
كما نأمل من الاشقاء الذين أخطأوا بالدار البيضاء، أن يراجعوا أنفسهم جيدا قبل المجيء الى الجزائر، حتى نجعل من لقاء العودة عرسا يمحي ما حدث في لقاء الذهاب...


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)