الجزائر

ما تردده حول الاعتراف بجرائمها هو كلام مناسباتي ينقصه الفعل



ما تردده حول الاعتراف بجرائمها هو كلام مناسباتي ينقصه الفعل
في سؤالنا للمجاهد محمد شريف عباس ، حول مشاركة فرنسا الاحتفالات الرسمية المخلدة لمجازر ال 8 ماي 1945 بمدينة سطيف عن طريق كاتب الدولة الفرنسي المكلف بقدامى المحاربين والذاكرة جان مارك تود شيني التي قال عنها هذا الأخير أنها تأتي في سياق “التعبير عن اعتراف فرنسا بالمآسي المتكبدة “ فهل معناه أنها تدخل في سياق إذابة الجليد بين البلدين فيما تعلق بأرشيف الثورة التحريرية والاعتراف بالجرائم .وصف الشريف من منبر «ضيف الشعب» ذلك، بكونه تسويقا للدبلوماسية الظرفية التي تدخل في عملية تسويق الخطاب السياسي عن الاستعمار الفرنسي ويمكن النظر إليها أيضا، على أنها تحمل مواصفات تلك الزيارة التي سبقت، وقام بها الرئيس هولا ند في 2012 ومن خلال الخطاب الذي ألقاه بالجزائر ووصف فيه النظام الاستعماري “بالضال والوحشي “ في الشأن يقول وزير المجاهدين السابق، كلاهما نوع من الدبلوماسية الظرفية ، لأن المشاركة ليست أساسية بالنسبة إلينا ، لأننا نريد الحقيقة، نريد الفعل، نريد القرار الرسمي يصدر من الدولة الفرنسية ، معتبرا أن التصريحين مجرد كلام يدخل في سياق الحملات الانتخابية، وهو خطاب مناسباتي فقط ينقصه الفعل الذي يدعم القول .معتبرا في الشأن ذاته لو أن قرارا رسميا يصدر من الاليزيه لذهبت هذه الخطابات الترويجية التي ينقصها القرار الفصل في تسمية الأشياء بمسمياتها، فلو يصدر القرار سوف تختفي هذه التصريحات من المشهد السياسي، لأنه لا معنى لها، وبالتالي نحن نبحث عن الفعالية في القرار والنتيجة، وتحديد المسؤولية، أما دون ذلك فهو كلام مناسباتي لا غير .أما حول مسألة اعتراف فرنسا بجرائم الأتراك ضد الأرمن لماذا لا يتبعها اعتراف بجرائمها في الجزائر وتحمل مسؤوليتها التاريخية والقانونية ، قال المجاهد محمد شريف عباس أن هذه القضية يجب تأجيلها إلى وقت معلوم .مرجعا المطلب في ذلك إلى أن تاريخ الاستعمار معروف وتاريخ الثورة معلوم وتاريخ الاستقلال لا يمكن نسيانه أو تجاهله ، ليقول أنه ليس المهم معرفة البدايات ولكن الأهم هو معرفة النهايات، موضحا في هذا السياق تجربة يقول عنها محمد شريف أنه تعلمها من الجنرال الأمريكي “بالم” الذي أصبح في ما بعد وزيرا للدفاع ، يضيف في حديثه، عندما قرروا غزو العراق قال للرئيس الأمريكي أن تاريخ بداية الحرب نعرفه لكن تاريخ النهاية نجهله، أجابه الرئيس الأمريكي آنذاك بأن تاريخ نهاية الحرب عندما تخرج القوات العراقية من الكويت، تلك هي نهاية الحرب، وبالفعل القوات الأمريكية أنهت الاجتياح واسترجعوا الكويت حمل جيشه وقواته وغادر المنطقة، لكن في العدوان الثاني على العراق بقيادة الجنرال شوارسكوف لم يستعمل العبارة التي قدمها رفيقه “بالم “حول بداية ونهاية الحرب ، فقاد الهجوم وبقيت الحرب إلى اليوم .المجازر لا تسقط بالتقادم وتظل وصمة عار في جبينهامن خلال هذه المقارنة التي قدمها المجاهد محمد شريف عباس أراد أن يوضح بأن فرنسا تعرف ماذا يريد منها الشعب الجزائري وهو مطلب مشروع و شرعي ، فليس من الغباء أن تجهل فرنسا المجازر التي ارتكبتها في حق الشعب الجزائري ، وهي لا تموت بالتقادم ولا تسقط وستبقى وصمة عار في جبين فرنسا الاستعمارية. وهي جرائم فظيعة ما تزال راسخة في ذاكرة الأمة والشعب لا يمكن أن تمحى رغم كل المحاولات التي اعتمدها الاستعمار لمسح هوية الشعب الجزائري واغتصاب أرضه وممارسة القوانين الجائرة وقمع الحريات وسلب إرادة شعب مسالم .وعن هذا التماطل الذي تمتهنه فرنسا، في الاعتراف بجرائمها الاستعمارية أرجع المجاهد محمد شريف عباس ذلك بقوله أنها ربما ستبادر إذا شعرت بأنها في ضيق أو شيء من هذا القبيل، وإن لم تبادر لابأس أن نمنحها بعض الوقت حتى تستقيم الأمور جيدا . —




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)