فاطمة الزهراء حنيفي من مواليد 1992 بالشلف. متحصّلة على ماستر في العلوم التجارية، وتعمل مشرفة تربوية في مدرسة ابتدائية. صدر لها حديثا رواية "أزمة منتصف العمر" التي تُعدّ ثالث مؤلَّف لها بعد ديواني "الوجه الثاني للحب" و«أعواد ثقاب".. "المساء" اتصلت بها، وأجرت معها هذا الحوار.بدايتك في الكتابة كانت من باب الشعر، لماذا الشعر تحديدا؟
* لكل كاتب بداية محددة، منهم من بدأ بالرواية، ثم عرّج على القصص القصيرة، ثم وجد نفسه واقعا في حب الشعر؛ لأن الشعر بكل أنواعه، مساحة خيالية للإبداع. وأنا مثل أيّ كاتب، وقعت في حب الشعر منذ البداية، لما وجدت فيه من راحة نفسية، وإخراج البذخ العاطفي للمرء بأجمل الصور والمعاني.
حدّثينا عن ديوانيك "الوجه الثاني للحب" و"أعواد ثقاب"؟
قلت مرة إنني كاتبة، لو لم أكتب عن الحب لكنت سأكتب، حتما، عن الموت؛ لذلك فأول كتاب أصدرته كان عام 2019 بعنوان "الوجه الثاني للحب"، بمجمل ثلاثين قصيدة تختلف عناوينها باختلاف مواضيعها، لكنها تصب في وعاء واحد، ألا وهو الحب، والمشاعر العظيمة التي يبثها فينا هذا الشعور الهائل؛ من أمل، وفرحة، وحياة جديدة.
أما الكتاب الثاني فصدر عام 2021 بعنوان "أعواد ثقاب" عن دار نشر بريطانية. وهو كذلك يحتوي تقريبا على ثلاثين قصيدة، جلّها تحكي معاناة الأفراد أثناء وبعد انتهاء الحب من حياتهم.
كيف كانت ظروف نشر ديوانيك؟
نشرت كتابي الأول "الوجه الثاني للحب" مع دار نشر جزائرية، وأنا من تحمَّل تكاليف نشر كافة كتابي. أما الثاني "أعواد ثقاب" فكما ذكرت آنفا، كان مع دار نشر بريطانية "أي-كتب". التعامل مع دار نشر خارجية كان ممتعا وسهلا ومتميزا، والخدمات في منتهى الاحترافية صراحة. وتم نشر الكتاب بالمجان معهم.
كيف انتقلت فاطمة الزهراء من كتابة الشعر إلى الرواية؟
أنظر إلى الرواية على أنها قصيدة شعرية طويلة، تحمل كل التفاصيل الصغيرة. والكاتب بطبيعته يستطيع التنقل بقلمه، في كل المجالات، فتجده يكتب الرواية، والقصة، والشعر، والمقال، و… لذلك لم أجد صعوبة في كتابة أول رواياتي، وهي "أزمة منتصف العمر".
اخترتِ أن يكون موضوع روايتك المرأة وتحدياتها في الحياة، لماذا هذا الموضوع تحديدا، خاصة أنه يتعلق بالمرأة في منتصف العمر وأنت شابة؟
= في سابق كتاباتي وكتبي كنت دائما أكتب عن المرأة وهي طفلة، وهي مراهقة، وهي شابة، وهي بمنتصف العمر، عن كل حالاتها الطبيعية، عن تحدياتها طوال حياتها؛ في الأسرة، وفي الحب، وفي العلاقات، وفي الزواج.
كوني امرأة تؤمن أن المرأة لم تكن يوما عدوة المرأة، بل كانت نصيرتها بشكل أو بآخر، كانت النسوة يعانين دائما من نفس الأوضاع والمشاعر، فكانت روايتي "أزمة منتصف العمر" هي القاسم المشترك الذي أردت لكل النساء حول العالم، معرفته، والتعريف به لإيجاد حلول، ومشاركتها مع بعضهن البعض.
هل ساعدك تخصصك الجامعي وعملك في كتاباتك الأدبية؟
أنا خريجة كلية علوم اقتصادية وتجارية؛ يعني أن تخصصي الجامعي في جانب، وميولي الأدبية في جانب آخر مختلف كليا؛ لأن الكتابة شيء ينمو مع الإنسان كهواية، أو كمتنفس بعيدا عن كل مجالات الحياة؛ مثله مثل الرسم، والتمثيل، والنحت وغيرها من الهوايات عند الأشخاص؛ لذلك كنت دائمة الحرص على الفصل بين الدراسة والهواية والعمل؛ كلّ شيء في وقته.
إعادة فتح مسرح "بوقرموح" ببجاية
عالم الكتابة والكتاب بصفة عامة هو حياة أخرى مختلفة كليا عن الحياة الواقعية. الكتابة بالنسبة لي هي الانفصال عن العالم؛ لدخول عوالم أخرى؛ سواء أثناء الكتابة أو القراءة؛ كلتاهما تفتحان أبواب الأمل والسلام النفسي بداخلي.
من خلال الكتابة تعلمت التعبير عن رأيي، وعن مشاعري، وعن الأوضاع الاجتماعية حولي. وجدت طريقة للتواصل مع العالم، ولإيصال فكرة لتوضيح موضوع.. "الكتابة معجزة".
لقد تعلمت الكتابة والتعبير من المدرسة، تعلمت أن أنظر من نافذة قسمي إلى السماء، والاستمتاع بهذه المعجزة الربانية في التعبير عن كل شيء بداخل عقلي وقلبي، من وقتها عرفت أن ما بداخلي يكتبه قلمي؛ لذلك لم أتخلّ يوما عن الكتابة. وإن شاء الله لن أتخلى.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/10/2023
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : لطيفة داريب
المصدر : www.el-massa.com