يعتبر العقل الوسيلة الإدراكية الإنسانية، والتي تعالج المعلومات المستقاة من الحواس الخمسة البصر والسمع والشم والتذوق واللمس، وبالتالي فهو مصدر القرارت التي يتخذها الإنسان، عن طريق عملية التفكير باستخدام المعالج البشري العقل، فصحة القرارات التي يتخذها الإنسان تعتمد على صحة المعلومات التي يتلقاها خلال ساعات يومه، فإن كانت هذه المعلومات صحيحة كما هي في الواقع كانت القرارات أقرب إلى الصحة، أما إذا كانت هذه المعلومات مغلوطة بعيدة عن الواقع كانت القرارات أبعد ما تكون عن الصحة والمنطق، وبالتالي تتشوه حياة الإنسان وتختل بسبب خطأ القرارات التي يتخذها خلال فترات حياته المختلفة، والتي ستؤثر فيه وربما تؤثر على علاقته بمحيطه مما يؤدي إلى فقدانه لعلاقات وأشخاص كان يمكن بالتأني ان يحافظ عليهم وعلى مساندتهم له وبقائهم حوله.
الوعي والإدراك لا ينفصلان البتة، فالوعي هو الإدراك الصحيح لما يدور حول الإنسان من وقائع وأحداث، فكلما كان الإدراك صحيحاً وفي محله قريباً من الواقع كلما كان الإنسان أقرب ما يكون في قراراته إلى الصحة وكلما كان إدراكه منقوصاً تشوبه شوائب وتؤثر عليه المؤثرات المختلفة كلما أدى ذلك في نهاية المطاف غلى أن يكون وعيه أيضاً زائفاً غير مدرك للواقع بعيداً عما يدور حوله، وكأنه يعيش في كوكب آخر وفي عالم افتراضي، هو أنشأه من محض خياله وعاش فيه وحده وسيموت فيه وحده قطعاً.
يعتبر الوعي محصلة الأفكار والمعلومات التي تدور في رأس الإنسان وفي عقله والتي تتأثر بها قراراته، فالأيدولوجيات مثلاً نشأت عن وعي معين وإدراك خاص لما دار من أحداث، كونت لدى مؤسس الأيدولوجية المعينة فكرة تمخضت في النهاية عن طرح أيدولوجية متكاملة شاملة، وقد تمتد هذه الأيدولوجية لتحتل حيزاً هاماً في عقول الناس وفي أفئدتهم فيتبناها الجماهير وتصبح شيئاً متعارفاً عليه لا يمكن هدمه او نقضه خصوصاً في عقول الغوغاء الحيارى الذين يطبلون ويزمرون لكل من هتف باسمهم.
يوجد مؤثرات يتأثر بها الوعي والإدراك لدى الإنسان، فمثلاً قد يرى الإنسان الحق أمامه ساطعاً سطوع الشمس، لكنه لا يكترث له بسبب تأثره في الأفكار والأطروحات من حوله والتي أسهمت في تشكيل وعيه الزائف حول قضية معينة، مما يجعله مقتنعا بأن هذا الحق الساطع أمام عينيه غير موجود نهائياً وغير صحيح، فتبنى أفكاره ونظرياته على الباطل، فوعي الإنسان شيء خطير خصوصاً في ظل الإنتشار الواسع لوسائل الإعلام والتي تتبع كل منها لجهة معينة، فيجب الحذر عند التعاطي مع أية قضية والإعتماد على أكثر من مصدر في عملية تشكيل فكرة متكاملة عنها.
تاريخ الإضافة : 07/07/2019
مضاف من طرف : mawdoo3
صاحب المقال : محمد مروان
المصدر : www.mawdoo3.com