إن اسم "رمضان" ليس مقتصراً على الإسلام؛ ولم يوجد الإسم فقط بعد ظهور النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فالاسم موجودٌ من قبل أيام الرسول علية الصلاة والسلام، فالاسم كان موجوداً منذ الجاهلية؛ حيث كان الناس يسمُّون أشهر السنة حسب وقت وقوعها في الوقت الذي تمت فيه التسمية أو حسب نوع الشهر. فمثلاً شهر ذي الحجة؛ سُمِّيَ كذلك لأن الناس يحجُّون فيه، وشهر ربيع الأول؛ سُمي كذلك لأنه وقع وقت تسميته كان الوقتُ ربيعا؛ وهكذا. أما شهر رمضان المبارك؛ فكلمة رمضان جاءت من الأصل "رمَض" وهي شدة الحر، حيث كانت تسمية رمضان في وقتٍ جاء فيه شديد الحر؛ فأُطلق عليه هذا الإسم. والاسم متطابق مع طبيعة هذا الشهر عند المسلمين، حيث أن جوف الصائم يشتد حره من شدة الجوع والعطش؛ فيكون جوفه رمِضاَ. رمضان هو الشهر التاسع من أشهر السنة الهجرية، وله من الفضل الكثير؛ ومن المآثر التي لا تُعدُّ ولا تحصى، فهو شهر الصيام في الإسلام، وفيه ليلة هي من أعظم ليالي السنة؛ وهي ليلة القدر، وشهر رمضان نزل فيه القرآن كما جاء في قوله تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)، وذلك أن أو آية تزلت منه على رسولنا صلى الله عليه وسلم عندما كان في غار حراء؛ كانت في ليلة القدر؛ وهي من إحدى ليالي شهر رمضان المبارك، وكذلك نزل القرآن من اللوح المحفوظ كاملاً ووضِع في بيت العزة في نفس الليلة؛ ولكن لا نعلم إن كانت في نفس السنة، وبعدها بدأ ينزل القرآن متواتراً على سيد الخلق أجمعين طِوال فترة رسالته. ومن فضائل شهر رمضان المبارك؛ أنه في أول ليلة منه تُصفَّدُ الشياطين والمردة من الجن، والفهم الخاطيء للناس بأن جميع الشياطين تُصفَّد هو أمرٌ شائع، ولكن الصحيح أنه لا تزال الشياطين الصغيرة موجودة بيننا؛ بينما إبليس والمردة من الجن هم من يُصفَّدوا. تُفتح في هذا الشهر الكريم أبواب الجنة وتُغلق أبواب النار، وينادي مُنادٍ "يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر" كما أخبرنا المصطفى عليه الصلاة والسلام. وفي كل ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك، أُناسٌ يعتقهم الله من النار. الفريضة في شهر رمضان هي الصوم، وهي الفريضة الوحيدة التي لم يُحدَّد الله سبحانه وتعالى لها أجراً، فكان أجر الصائم على الله كما جاء في الحديث القدسي (كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به). أعظم ليلة في السنة موجودة فقط في شهر رمضان المبارك وهي ليلة القدر، وهي كما أخبرنا الله سبحانه في كتابه الحكيم؛ هي خيرٌ من ألفِ شهر، أي أن أجر عمل هذه الليلة وحدها خيرٌ من أجر عمل أكثر من ثلاثة وثمانون (83) سنة، ولذلك نرى الناس تتحرى الصلاة والقيام والإكثار من قراءة القرآن في هذه الليلة الفضيلة.
تاريخ الإضافة : 27/05/2017
مضاف من طرف : nemours13
المصدر : mawdoo3.com