الجزائر

ما أشبه اليوم بالبارحة !



عندما قرأت تصريح مدير مرصد الأبحاث النووية الفرنسية، في جريدة "لوموند" الفرنسية، بخصوص التدخل الفرنسي العسكري في شمال مالي، تملكتني رغبة شديدة لأكتب رسالة اعتذار باسم جميع أجيال الاستقلال، إلى العربي بن مهيدي، أحمد زبانة، عميروش، الحواس، عبان رمضان، وإلى كل من دفع قطرة دم خلال ثورة التحرير المظفرة، وأعترف لهم أن أجيالنا عجزت عن حماية الاستقلال !
ستيفان لوم، قال في تصريحه " إن فرنسا تحركت لتأمين تواجدها في المناطق الصحراوية المالية الغنية بالغاز والبترول والذهب، وبدرجة أولى، حماية إنتاجها من اليورانيوم في دولة النيجر، ثالث منتج للذهب في قارة إفريقيا"، ومعنى هذا الكلام أن الجزائر التي دفعت قوافل من الشهداء وأمدت عمر الثورة التحريرية إلى سنوات، من أجل الاحتفاظ بصحرائها إقليما مكملا للشمال وللسيادة الوطنية، هي اليوم تمنح هذا الإقليم هدية لهولاند، عندما سمحت باستخدام الطيران الفرنسي لفضائها في هذه المهمة المغلفة بحكاية محاربة الإرهاب !
في كتابه " الصحاري أرض الغد"، يقول الكاتب الفرنسي بيار كورنييه" إن للصحاري أهمية استراتيجية فهي تعوض القارة الأوربية عما يعوزها من كفاية استراتيجية، كما أنها يمكن أن تكون مقرا للقوات الاحتياطية والقواعد الجوية، وسائرالخدمات، إضافة إلى إمكانية استغلالها في التجارب العسكرية، كما أنها تؤدي دورا كبيرا في مستقبل التضامن بالقارة الإفريقية ونقطة اتصال بين مجموعة من الدول الإفريقية.. ".
عندما نقرأ هذا الفصل من كتاب بيار كورنييه، نقول ما أشبه اليوم بالبارحة، لأن فرنسا التي قالت للجزائر لابد أن نقلب الصفحة، وأن نجعل من استعمار الأمس جسرا لصداقة قوية بيننا اليوم، مازالت بعد أكثر من نصف قرن تفكر بالطريقة الاستعمارية نفسها.. شيء واحد فقط تغير، هو مبدأ الرفض الذي كان يميزنا عن باقي الشعوب تحول إلى قبول، وتحول فينا حماس الثورة إلى استسلام وخنوع، وهذا ما أدركته فرنسا، فعادت لبعث مشروع فصل الصحراء الجزائرية عن شمالها بمساعدة جزائرية هذه المرة، وما أشبه اليوم بالبارحة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)