الجزائر

مئذنة مسجد أقادير



أمر ببناء مئذنة مسجد أقادير العتيق الأمير الزياني يغمراسن بن زيان في نفس الفترة مع مئذنة المسجد الكبير. وكان قد تعرض المسجد لنفس النهاية التي عرفتها مدينة أقادير بعد سقوط حكم الأدارسة على تلمسان.
تقع مئذنة مسجد أقادير على بعد 15م من منحدر من باب المذبح على الطريق القديم لوادي الصفصيف. وهي عبارة عن برج مربع مبني من الآجر ، ذات شكل تقليدي أنيق ويبلغ ارتفاعها حوالي 28م وتخضع لنفس تقسيم مئذنة المسجد الكبير ، بقسمين متتابعين: البرج الرئيسي والجوسق.
البرج الكبير:
بنيت قاعدة هذه المئذنة بحجارة مشذبة جميلة أخذت من مباني رومانية قديمة وتحمل الكثير منها كتابات لاتينية. وقد استعملت هذه الحجارة لوفرتها وصلابتها ولمقاومتها للرطوبة. وتعد مئذنة أقادير الحالة الوحيدة التي استعمل فيها الزيانيون حجارة منحوتة، في حين شيدت مئذنة الجامع الكبير بالآجر وهي معاصرة لها.
أما البرج الذي يقع فوق القاعدة فقد بني بالآجر، ويبلغ طوله 22.30م وعرض ضلعه يساوي 5053م 1. ويتم الصعود إلى سطح المئذنة عن طريق سلم يلتف حول نواة مركزية طول ضلعها الداخلي يقارب 2.10م. يبلغ عدد درجات السلم 127 درجة، بمعدل 7 درجات في كل جناح، وطول الدرجة الواحدة يساوي 0.88م. ينتهي هذا البرج بسور ذات شرافات مسننة طوله 1.40م وسمكه0.56م. أما الشرفات فيبلغ ارتفاعها 0.67م وعرضها في القاعدة 1.11م.
ونجد في مئذنة أقادير فتحة في قاعدة المئذنة المبنية من الحجارة ، وكان الزيانيون يتخذون النافد الضيقة والمسماة بـ"المزاغل"، بل أحيانا مجرد فتحات صغيرة لا تستعمل إلا للتهوية والإضاءة. ونجد كذلك فتحتين تتوسطان باطن العقدين المفصصين اللذين يزينان الإطار المستطيل تحت مجموعة الشبكات المعينة، وفتحتان أصغر منهما في باطن عقد المعينات عند رأس العقد الرخو. وهناك فتحتان متناظرتان فوق شبكة المعينات فيكون مجموع الفتحات في الواجهة الشمالية سبع فتحات. أما الواجهة الشرقية فلا توجد بها إلا فتحة واحدة، نجدها فوق القاعدة الحجرية للمئذنة.
زين برج مئذنة أقادير في واجهاته الأربعة بمعينات متشابكة ذات شكل مستطيل ارتفاعه أكبر من عرضه. ويبلغ عدد معينات المئذنة في الواجهة الشرقية والغربية 4 صفوف من ثلاث معينات و 3 صفوف من أربعة معينات، فيبلغ العدد 28 معينا. ويظهر الجزء العلوي لهذه المعينات على هيئة عقد بـ 5 فصوص في الواجهة الشرقية والغربية. أما الواجهتان الشمالية والجنوبية فالمعينات على جهاتها العلوية تبدو على هيئة عقد رخو برأس واحدة تتناوب مع أخرى جزؤها العلوي زين على شكل عقد رخو برأسين 2.
وحملت هذه العقود على عمودين مستطيلين من الآجر في الطرفين، أما في الوسط فتتكئ على عمود من الرخام وهذا العمود مزين بتاج. وتحت ذلك نجد إطارا مستطيلا تختلف زخرفته من واجهة إلى أخرى، ففي الواجهتان الشرقية والغربية زخرف الإطار بعقد واحد على هيئة عقد رخو بثلاثة رؤوس محمول على ركيزتين من الآجر؛ أما الواجهتان الشمالية والجنوبية فقد زين هذا المستطيل بعقدين كل عقد ذي 7 فصوص.
البرج الصغير (الجوسق):
يعرف الجوسق أحيانا بغرفة المؤذن أو صومعة الصومعة، وهو يتوج كل المآذن في تلمسان باستثناء مئذنة المنصورة التي تهدم جو سقها.
يبلغ ارتفاع جوسق مئذنة أقادير 4.70م وعرضه 2.40م وتعلوه قبة عليها صار من حديد . وأعلى الصفوف الأربعة التي تزخرف واجهة المنارات توجد حافة مزخرفة بفسيفساء الخزف يعلوها إطار عرضه أكبر من ارتفاعه، وقد زين هذا الإطار على واجهاته الأربعة بخمسة عقود، وهي عقود لها 9 فصوص. وتحمل هذه العقود على أعمدة من الرخام خالية من التيجان 3.
وتعد هذه الإطارات من السمات المميزة للمآذن الزيانية في تلمسان، باستثناء مئذنة مسجد سيدي إبراهيم المصمودي التي فيها العقود بزخارف الفسيفساء. أما في مآذن المساجد المرينية فإن هذه الإطارات تكون في الغالب مزينة بزهريات غاية في الروعة والجمال.
1 : Rachid BOUROUIBA: Apport de l’Algérie à l’architecture religieuse arabo- islamique, Alger : OPU, 1986, p.275.
2 : نفس المرجع، ص. 297
3 : Georges MARCAIS : Collection les villes d’art célèbres: TLEMCEN,
Paris : Laurens, 1950, p.138.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)