وزير الخارجية اليمني يشيد بمواقف الجزائر وبتجربتها في المصالحةاعتبر وزير الخارجية اليمني، الدكتور أبو بكر عبد الله القربي، أمس، أن أخطر تهديد يواجهه بلده وغيره من الدول اليوم هو الصراع المذهبي والنزاعات الداخلية التي تؤدي إلى التدخل الأجنبي في شؤونها، مشيدا بالمناسبة بالموقف الجزائري الثابت إزاء المسألة وكذا بتجربتها في اعتماد الحوار والمصالحة لتعزيز الأمن والاستقرار، كما أعرب عن أمله في أن تسهم رئاسة الجزائر للمؤتمر الوزاري لحركة عدم الانحياز، في تفعيل دور هذه الحركة التي بإمكانها حسبه تصحيح الاختلالات الحاصلة في النظام الدولي، لا سيما عبر إصلاح منظومة الأمم المتحدة.ففي محاضرة ألقاها بمقر الشؤون الخارجية بالجزائر، تناول فيها مسار تسوية الأزمة في بلاده، أوضح الدكتور القربي، أن اليمن الذي يمر اليوم بمرحلة صعبة، يركز كثيرا على الحوار الوطني لحل أزمته التي لم تبدأ حسبه في 2011 مع هبوب رياح ما يسمى بالربيع العربي”، وإنما بعد الانتخابات التي شهدها هذا البلد في 2006، والتي حملت بوادر إصلاحات وطنية ودستورية لقيت في بعض محاورها معارضة شرسة من قبل بعض الفعاليات”.وفي حين أوضح بأن أسلوب الحوار الذي تم اعتماده في بلاده دعما للمبادرة الخليجية التي حملت قواعد الانتقال الديمقراطي، لا يعد غريبا على اليمنيين الذين اعتادوا عليه في حل الخلافات القبلية التي تميّز المجتمع، ذكر الوزير بأن جلسات الحوار التي استغرقت 10 أشهر راعت ضرورة المشاركة الواسعة والشاملة لكل الأطياف اليمنية، بمن فيهم أهل الجنوب الذين تم تمثيلهم بنسبة 50 بالمائة من ضمن مجموع المشاركين المقدر عددهم ب565 مشاركا، “الأمر الذي مكّن من الخروج بآلاف التوصيات بفعل كثرة المشاركين وتعدد خلفياتهم..”.وإذ أشار إلى أن خصوصية المجتمع اليمني القائم على القبلية، وتواجد أفراد من نفس القبيلة في الأجنحة المتعارضة في البلاد، وكذا امتلاك أفراد الشعب للسلاح “مما جعل الوضع متوازنا في حال قيام نزاعات مسلحة”، شكلت عوامل أساسية منعت اليمن من الانزلاق في الفوضى والحرب الأهلية التي عرفتها مسارات التغيير في بعض الدول العربية الأخرى التي مستها موجة ما يعرف ب«الربيع العربي”، اعتبر رئيس الدبلوماسية اليمنية، في المقابل أن أخطر تهديد يواجه اليمن وغيره من الدول اليوم هو الصراع المذهبي، الذي أثر على التعايش الذي ميز المجتمع اليمني منذ سنين، وذلك بفعل التدخل الأجنبي لأطراف تساند مذهبا ضد آخر.وبالمناسبة أشاد المتحدث بموقف الجزائر الثابت والرافض للتدخل الأجنبي في شؤون الدول، كما أبرز تجربتها الرائدة في مجال الحوار والمصالحة الوطنية التي قادها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، معلنا عن رغبة بلاده في الاستفادة منها لكونها “نموذجا يقتدى به”، وكذا لكون محاربة الإرهاب تحتاج إلى استراتيجية متكاملة، تجمع بين العمل الأمني والعسكري والحوار السياسي، وكشف وزير الخارجية اليمني، الذي أنهى زيارته إلى الجزائر تزامنا مع مشاركته في الندوة الوزارية ال17 لحركة عدم الانحياز، أن محادثاته مع وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، الطيب بلعيز، أول أمس، تناولت تبادل موضوع المصالحة الوطنية في الجزائر، وإمكانية استفادة اليمن منها.وفيما أبرز أهمية موقف الجزائر في ما يتعلق بمنع دفع الفديات للجماعات الإرهابية، أكد المتحدث تبنّي بلاده لنفس الموقف الذي تبرره الحاجة إلى قطع مصادر التمويل عن الجماعات الإرهابية التي تهدد اليمن، وكافة دول العالم، لكون البلد يقع في منطقة حساسة تضم خليج عدن الذي يعد محورا رئيسيا للتجارة الدولية.وردا على سؤال حول عدد الجزائريين الذين التحقوا بالجماعات الإرهابية، وذلك على خلفية القضاء مؤخرا على 3 منهم في اليمن، ذكر المسؤول اليمني، بأن الجهات الرسمية لا تملك إحصائيات دقيقة حول عدد هؤلاء “لاسيما وأن تحديد هوية العناصر التي يتم القضاء عليها يتم عن طريق عملية الكشف عن الحمض النووي والتي تستغرق وقتا طويلا، في وقت لا يمكن الاعتماد على الهويات المحددة في جوازات السفر التي غالبا ما تكون مزوّرة”.واعتبر الدكتور القربي، العلاقات بين الجزائر واليمن “علاقات ممتازة”، مشيرا إلى أن للبلدين “مواقف متطابقة لا اختلاف فيها تجاه القضايا العربية الدولية”.وأشاد بالمناسبة بالتطور الكبير الذي تشهده الجزائر في المجال الاقتصادي، معربا عن أمله في أن تستفيد كافة الدول العربية واليمن بصفة خاصة من هذا التقدم “الذي يسمح للجزائر بترقية شراكتها وتطوير استثماراتها في الدول العربية”.كما نوه الوزير اليمني، بنجاح الندوة الوزارية ال17 لبلدان حركة عدم الانحياز التي احتضنتها الجزائر من 26 إلى 29 ماي المنصرم، وإذ أعرب عن أمله في أن تسهم هذه الدورة في إعادة بعث دور الحركة وأهدافها الرئيسة المتمثلة في إرساء نظام دولي عادل، لا سيما عبر إصلاح منظمة الأمم المتحدة “التي لم تعد تؤدي دورها كما هو منصوص عليه في ميثاقها”، أوضح الدكتور أبو بكر القربي، بأن حركة عدم الانحياز ومجموعة ال77 والصين بإمكانها التأثير لتجسيد هذا المسعى، مؤكدا بأن الجزائر من جهتها قادرة على تحمّل مسؤولياتها في هذا المسعى، من أجل مزيد من العدالة وتوزيع عادل للثروات وحل عادل للقضايا الدولية العالقة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/06/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : م بوسلان
المصدر : www.el-massa.com