الجزائر

مؤشرات كانت تدل على أنه كان يود القيام بانفتاح سياسي



من خلال المقابلات التي كانت تجمعنا سويا عدة مؤشرات كانت تدل على أنه كان يود القيام بانفتاح سياسي ابتداء من عام .1976 كانت جريدة ''لوموند'' قد استدعتني لتحويلي إلى إيران لتغطية أحداث الثورة، وكنت قد التقيت به في أواخر أوت من سنة 1978 لإخباره بالموضوع وأودعه، لكنه أبدى اعتراضه وأصر علي بالبقاء قائلا: ''إنك عشت معنا وشاهدت المؤسسات ولذلك عليك بأن تكمل مشاهداتك وستكون هناك تغييرات هامة، أتصور أنها تكون نهاية السنة أو بداية 1979 مؤتمر كبير لجبهة التحرير الوطني ويتوجب علينا تقييم الحصيلة وإحصاء الإيجابيات وخاصة معرفة أسباب الفشل وتصحيح الأخطاء وتوضيح الاختيارات الجديدة، وبما أنك شاهد على تجربتنا فأنت الأقدر على الحكم عليها وعلى تطورها. وشعرت عندها أنني في ورطة، فطرحت عليه عدة تساؤلات: هل تنوي إقامة تعددية حزبية؟ وهل تنوي إعطاء مكانة أوسع للقطاع الخاص؟ وهل تنوي تحرير الصحافة؟ وتشجيع الحركة الجمعوية؟ وكانت الطريقة التي ابتسم بها توحي بالموافقة، ثم قال لي: أنت الأول الذي حدثته بهذا الأمر. لن أزيد أكثـر من هذا في الوقت الحالي، ولكن ضع ثقتك في، سوف لن يخيب ظنك''.. وتوجب عليّ الذهاب إلى طهران وعندها بلغني نبأ مرضه ثم موته.
بومدين عرف كيف يجعل من مجموعات مبعثـرة من المقاتلين خلال الثورة وحدات قتالية حقيقية. بعد الاستقلال، نجح في إدماج أفراد الولايات التاريخية ضمن صفوف الجيش الوطني الشعبي. ذلك ليس بالأمر الهين أبدا. لقد كان بومدين، من دون منازع فعلا، مؤسس الجيش الجزائري بالمعنى العصري للكلمة.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)