تتراوح أسعار الأضاحي أو ما يسمى محليا ب"العَيّادة" بالأسواق الأسبوعية بالأغواط، مع بداية العد التنازلي لعيد الأضحى الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى شهر وبضعة أيام، ما بين مليونين إلى 5 ملايين سنتيم في أحسن الحالات، باختلاف نوع الأضحية، إذ يتراوح سعر الكبش ما بين 2.8 و5 ملايين سنتيم، والخروف (العلوش) ما بين 2.8 و4 ملايين سنتيم، و"النعجة" ما بين 2 و3 ملايين سنتيم.وهي أسعار وإن بدت لدى المواطن البسيط مرتفعة، فهي على العكس من ذلك في نظر المربين، خصوصا الذين يسهرون على تربية الخروف على مدار أشهر، ما يكلفهم -حسبهم- مع غلاء أسعار الأعلاف في السوق الموازية ونقل الماء وحتى الأدوية مبالغ باهظة، منهم من يرى أنه في الأخير لا يسترجع معها حتى رأسماله، في هذه المهنة التي أصبح أصحابها يدقون ناقوس خطر، بالرغم من كونها موردا هاما للاقتصاد الوطني حيث يصنفها بعض العارفين في المرتبة الثانية بعد المحروقات، وهي أهم مصدر للرزق لأغلب الأسر في المناطق السهبية على الخصوص سواء من حيث تربيتها والاتجار بها أو من حيث الخدمات التابعة لها.ومما لمسناه لدى موالي وتجار الأسواق الأسبوعية من خلال استجواب عشرات الموالين، شعورهم بتخلي الجهات الوصية بشكل تام عن هذا النوع من النشاط وأصحابه وتركهم لمواجهة مصير مجهول، فبالإضافة إلى الجفاف الذي يضرب المنطقة لثلاث سنوات متتالية حسبهم يعاني الموالون من غلاء الأعلاف التي لا يأخذون كفايتهم منها من ديوان الحبوب، ويرون أن الكمية الممنوحة لهم سنويا لا تكفي لشهر واحد، بينما تتواجد هذه الأعلاف ذاتها بوفرة في السوق الموازي بأسعار مضاعفة، في إشارة إلى وجود "سماسرة" وموالين وهميين يتاجرون بالأعلاف، التي لا يخفى على أحد تواجدها في مستودعات معلومة، إذ يصل سعر الشعير في السوق الموازي إلى 3100 دج وسعر "النخالة" إلى 2700 دج، ويتراوح سعر التبن ما بين 500 و800 دج.ومما طالبوا به لإنقاذ هذا النشاط من الزوال دعم هذه الفئة بالاستثمار في الأراضي لتوفير الأعلاف، ما يوصل المربين إلى اكتفاء ذاتي بدل اللهاث طوال العام وراء ما يجود به ديوان الحبوب، خاصة مع وجود أراض شاسعة بالمنطقة غير مستغلة وأسر مازالت متشبثة بالريف وبتربية الماشية.. قد لا تقاوم طويلا مع هذه الأوضاع.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/08/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : م ميساوي
المصدر : www.horizons-dz.com