ينظم المركز الجامعي "عبد الحفيظ بوالصوف" بميلة يومي 16و17 نوفمبر 2015، مؤتمرا وطنيا حول ظاهرة العنف اللفظي، ويسعى منظمو هذا المؤتمر إلى محاولة إبراز دور الجامعة في معالجة والحد من ظاهرة العنف في المجتمع، وتقديم فهم دقيق وعميق لظاهرة العنف في اللسان والأدب، من خلال مساهمات الأساتذة والباحثين والمختصين من علماء نفس واجتماع وطب وحقوق، وبعض القطاعات التي تتعامل مع ملف العنف بشكل واسع.ينظم المركز الجامعي "عبد الحفيظ بوالصوف" بميلة يومي 16و17 نوفمبر 2015، مؤتمرا وطنيا حول ظاهرة العنف اللفظي، ويسعى منظمو هذا المؤتمر إلى محاولة إبراز دور الجامعة في معالجة والحد من ظاهرة العنف في المجتمع، وتقديم فهم دقيق وعميق لظاهرة العنف في اللسان والأدب، من خلال مساهمات الأساتذة والباحثين والمختصين من علماء نفس واجتماع وطب وحقوق، وبعض القطاعات التي تتعامل مع ملف العنف بشكل واسع.جاء في مطوية الملتقى أن ظاهرة العنف تتنافى والفطرة السليمة وطبيعة التكوين البشري، كما تتنافى وروح التعاليم الإلهية والشريعة الإسلامية أو القوانين الوضعية، كل ذلك يثبت بوضوح أن الأصل في الحياة ومعاملة الإنسان لأخيه الإنسان، هو مبدأ السلم والعفو والتسامح، أمّا القسوة والعنف فهما الاستثناء الذي لا يلجأ إليه إلا العاجزون عن التعبير بالوسائل الطبيعية السلمية. أضف إلى ذلك عدم ثقة الفرد أو الجماعة بقوة أو صحة الأفكار والقناعات، مما يؤدي إلى فرضها على الآخرين بالقهر والإكراه. وعليه فإن العنف يتسبب في سلسلة من الكوارث المأساوية المتعاقبة والتي لا تمحى آثارها في كثير من الأحيان، لأن العنف لا يولِّد إلا العنف.والعنف بوصفه ظاهرة فردية أو مجتمعية، هو تعبير عن خلل ما في سياق صانعها، على المستوى النفسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي. دفعه هذا السياق الذي يعانيه نحو استخدام العنف، متوهماً أن خيار العنف والقوة سيوفر له كل متطلباته، أو محققاً له كل أهدافه. وفي حقيقة الأمر إن استخدام العنف والقوة في العلاقات الاجتماعية، تحت أي مسوغ كان، يعد انتهاكاً صريحاً للأعراف الاجتماعية التي حددت نمط التعاطي والتعامل في العلاقات الاجتماعية.كما أن ظاهرة العنف لا تختص بمجموعة معينة في المجتمع دون أخرى، فكلٌّ من الرجل والمرأة والطفل معرَّضون لشتى مظاهر العنف، وقد تطرقت مختلف الدراسات والأبحاث إلى أسباب إفراز العنف، فتشير منها إلى أن العنف إفراز طبيعي لتنشئة أسرية غير سوية، وأوضاع اقتصادية متدهورة، وعلاقات اجتماعية تشوبها الكراهية والحقد، واعتبارات ثقافية يحكمها الجهل والتخلف والعدوانية والفهم غير الصحيح لما يدور في محيط الفرد. كما تشير بعض الدراسات إلى أن ارتفاع درجة الحرارة أيضًا له دور في تزايد صور العنف، لأن ارتفاعها يزيد من نسبة الأدرينالين في الجسم، بالتالي يثير حدة الغضب لدى الإنسان لدرجة أنه لا يحتمل نفسه.لذلك فإن المشاركين خلال المؤتمر سيحاولون مناقشة وتحليل بعض الإشكاليات، ومنها أن العنف لم يعد مقترنا بصخب المدينة فقط، بل صار شائعا في الأرياف أيضا، ولم يسلم من تلك الظاهرة الفرد ولا المجتمع عبر أرجاء العالم، مما يجعل العنف ظاهرة عالمية، بالرغم من التطور العلمي والتكنولوجي والتقدم الحضاري ونمو الوعي عند الأفراد والمجتمعات، إلا أن ظاهرة العنف في تزايد مستمر، وهذا ما يطرح عدة تساؤلات لعل أهمها؛ كيف يمكن معالجة ظاهرة العنف أو الحد منها على جميع الأصعدة؟ أو بالأحرى ما هي الآليات والاستراتيجيات الناجعة التي يمكن أن تقدمها مختلف مؤسسات الدولة كبدائل للحد من ظاهرة العنف؟ وإلى أي مدى يمكن للجامعة الجزائرية أن تحقق ذلك الهدف؟ وهل العنف صار ظاهرة مفروضة على الشعوب والمجتمعات؟ومن خلال الطرح السابق، تتداخل مفاهيم عديدة تحتاج إلى توضيح ودراسة أعمق، أهمها: عنف اللغة، العنف في اللغة، العنف اللساني، التدمير اللغوي، الإفساد اللغوي...الخ.وسيعرف المؤتمر ثلاثة محاور أساسية متفرعة، يعنى المحور الأول بإبراز مفهوم العنف وأسبابه وأنماطه العنف من منظور اجتماعي ونفسي وقانوني وإسلامي، ويهتم كذلك بأنماط العنف في المجتمع وأسبابه، ومنه العنف الأسري، العنف المدرسي، العنف المرتبط بالجريمة، وغيرها من أنماط العنف. أما المحور الثاني فسيعالج ظاهرة العنف في الأدب، في كل من الشعر العربي، إشكال العنف في الرواية الجزائرية، العنف في الأدب البوليسي. أما المحور الثالث فسيناقش إشكالية العنف اللساني أو اللفظي من خلال بحث في المفاهيم ومنها عنف اللغة، العنف اللغوي، عنف اللسان، العنف اللساني، التدمير اللغوي، الإفساد اللغوي، تهميش أو إضعاف البنية القيمية في اللغة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/10/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حنان س
المصدر : www.el-massa.com