المآذن ليست سواء، لا سيما فى تلمسان؛ تلك المدينة الجزائرية العامرة بالآثار التاريخية، والتى قد تبدو لك مآذن المساجد القديمة فيها متشابهة، لكن الحقيقة أن الفروق الطفيفة فى عمارتها تبوح بأسرارها، لتكشف معانيها ورموزها. الدكتورة سميرة امبوعزة محافِظة التراث الثقافى بمتحف تلمسان توضح أن عمارة المساجد فى المدينة كانت فى القرن الـ13 الميلادى بأمر السلطان يحيى يغمراسن بن زيان مؤسس الدولة الزيانية، الذى لاحظ وجود مساجد وجوامع تعود للعهد المُرابطى أو الفترة الإدريسية، فأمر بإضافة المآذن لها، ولكن بعمارة خاصة، بحيث توضح زخارفها معنى ومكان كل منها، فالمآذن التى تضم زخارفها قوسين فقط تشير إلى «مسجد جامع» تُصلى فيه كل الصلوات بما فيها الجمعة والعيدان، لكنه فى قرية صغيرة بعيدة عن المدينة، أما الأقواس الثلاثة فتعنى أن المكان هو «مصلي» فى حى سكنى أو تجارى، ويُصلَّى فيه بالنهار فقط، ويتم تحويله إلى مدرسة لتعليم القرآن.
والأقواس الأربعة تشير إلى «مسجد» تُؤدَّى فيه الصلوات الخمس، دون الجمعة أو العيدين، التى يتم تأديتها فى «جامع» كبير فى قلب المدينة، تحمل مئذنته زخارف بها خمسة أقواس. ولكن هناك أيضا ستة أقواس أو أكثر، وهذه ترمز إلى «جامع» كبير لكنه خاص بالسلطان والحاشية وقادة الجيش فقط، حرصا على عدم اختلاطهم بالشعب، حتى لا تتسرب أسرار المملكة آنذاك.. وهكذا؛ فالمآذن فى تلمسان ليست سواء، لكل منها رموز وأسرار ومعان.
تاريخ الإضافة : 14/05/2019
مضاف من طرف : tlemcen2011
صاحب المقال : محمد شعير
المصدر : ahram.org.eg