إنّ الجاهل مُعرِّض بجهله لسخط الله وللوقوع في الهلاك على كلّ حال، وكيف لا يكون كذلك، وربّما يعتقد في بعض الواجبات أنّها من المحرّمات، أو أنّها ليست بواجبة، وفي بعض المحرّمات أنّها من الواجبات أو من الطاعات، أو أنّها ليست بمحرّمة، وفي ذلك غاية الخطر ونهاية الضّرَر على أهل الجهل، وربّما وقعوا بسبب جهلهم في أمور تشبه الكفر، أو هي الكفر بعينه كما يعرف ذلك مَن تأمَّل أحوالهم، واعتبر أفعالهم وأقوالهم، وليس يعذرهم الله في شيء من ذلك، فإنّ سبحانه قد فرض عليهم طلب العِلم، ويَسَّر لهم الأسباب، وأوجب على العلماء تعليمهم، فتقصيرهم بعد ذلك كُلّه اشتغالاً بالدُّنيا، واتّباعًا للهوى يزيدهم عند الله بعدًا، ويُوجِب لهم عنده مقتًا وطردًا، وهذا كلّه في العِلم الواجب الّذي لا يسع أحدًا من المسلمين أن يجهله.
فالجهل رأس الشرور والبلايا كلّها في الدُّنيا والآخرة، ولو اجتمع على الجاهل أعداؤه ليَضرُّوه لم يقدروا أن يضُرُّوه بمثل ما قد ضرَّ به نفسه.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 25/03/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الإمام عبد الله بن علوي الحدّاد الحسني
المصدر : www.elkhabar.com