عاش سكان عدد من أحياء مدينة بجاية ليلة رعب حقيقية بسبب تهاطل الأمطار الذي شهدته المنطقة، ما خلف فيضان بعض الأودية وغرق أحياء كثيرة غابت فيها التهيئة أو شملتها أشغال ترقيع سطحية فضحت مجهودات صانعيها.
قضى العديد من سكان حي "بن صدقة" ليلة بيضاء بعد فيضان الوادي العابر له في حدود العاشرة ليلا، خاصة أصحاب البنايات المحاذية له، وذلك خوفا من تفاقم الأوضاع ووقوع كارثة حقيقية كانت العناية الإلهية حاجبا رئيسيا لها، حيث تسبب هذا الوضع في جرف أكوام كبيرة من الحجارة التي تسببت في غلق المدخل الرئيسي لسوق "سوق العصر"، وهو الوضع ذاته الذي تشهده حواف الوادي المحاذي لعدد كبير من البنايات والمحلات التجارية.
كما عانى سكان الأحياء الأخرى الواقعة بالجانب السفلي لهذا الأخير، بعد تسرب مياه الوادي إليها، خاصة سكان الحي القصديري "سوماري"، حيث امتدت مياه الوادي لسكناتهم الهشة وغلق الطريق الرئيسي العابر لها، وكذا المدخل الرئيسي لدار الشباب "سوماري"، ليزداد الوضع تأزما كلما اتجهنا أسفل، حيث يشهد الطريق الذي يربط حي بن صدقة بحي الخميس، خاصة على مستوى المقطع الفاصل بين مقر المجموعة الولائية للدرك وسجن الخميس وضعية كارثية بعد تجمع الأتربة والأحجار على مستواها مشكلة أكوام كبيرة شرع في عملية إزالتها.
وهو نفس الوضع الذي تشهده الجهة الثانية لمقر المجموعة الولائية للدرك عبر الطريق الذي يربطها بحي "بوعلام أوزقدوح"، وما زاد من تأزم الوضع على مستوى الحيين السالفي الذكر هو أشغال التهيئة والحفر الجارية بهما، أين عملت مياه الأمطار على جرف كل ما وجد بطريقها منها السلع المستخدمة.
والوضع لا يختلف كثيرا على مستوى عدد كبير من الأحياء الأخرى بالمدينة على غرار حي "إحدادن اوفلا"،"تارقة اوزموور" وغيرها، باعتبارها أحياء تغيب فيها معالم التهيئة المنشودة طويلا من قبل قاطنيها، حيث يجزم الزائر لها باستحالة انتماء هذه الأخيرة لعاصمة الحماديين.
هذا وتحولت بلدية بجاية الأحد إلى ورشة حقيقية عمدت فيها المصالح المختصة والسكان إلى تنظيف الطرقات والأرصفة التي عمّتها الأتربة والحجارة وكذا المحلات التي امتدت إليها مياه الأمطار.
وهي صور تشير مرة أخرى إلى التسيّب الكبير الذي تشهده بلديات الولاية وانعدام روح المسؤولية، سواء لدى المسؤولين المختصين، وحتى المواطنين الذين يتغاضون في كثير من الأحيان على تصرفات حضارية من شأنها ضمان السلامة لهم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/09/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشروق اليومي
المصدر : www.horizons-dz.com