بعد الحصار المريني الثاني لتلمسان و الذي دام أحد عشر سنة رهيبة، أسس الملك أبو حمو موسى الثاني، للمرة الأولى، لإحياء المولد النبوي الشريف للاحتفال بتحرير المدينة. و مند ذلك الحين ترسخ التقليد و انتشر.
إنه عيد ميلاد، يعادل عيد الميلاد المسيحي، و يحتفل بولادة النبي صلى الله عليه و سلم، و الذي سوف ينتشر في جميع أنحاء المغرب العربي إلى حدود الصحراء، من القنادسة، و بني عباس إلى تيميمون و هذا في تنوع ثقافي قوي و خلاق في جو من الفرح و المشاركة..
و هو ليس تاريخا من التقويم الديني المؤسسي و إنما احتفال شعبي راسخ بعمق في ذاكرة بلاد المغرب العربي. و كان الفاطميون المغاربة، مؤسسي القاهرة، هم من قام، سنة 973، بترسيم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف الذي كان حتى ذلك الحين مقتصرا على المحيط العائلي. و منذ ذلك الوقت، انتشر الاحتفال بدرجات متفاوتة من الاستمرار في جميع أنحاء العالم الإسلامي الاحتفاء بالسجايا الإنسانية للنبي عليه الصلاة و السلام و بقوة و عالمية رسالة الإسلام في ظل التسامح و حب الآخر.
و يهدف هذا المعرض، الأول من نوعه، إظهار بداية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، التي تعود إلى سبعة قرون، في المشوار بتلمسان، في زهوة سلالة الزيانيين، منارة شرشال و مليانة و " سبوع " تيميمون و تطوافه، في جو من الحماسة و الالتحام بين قصور المنطقة الذي يمثل ميزة فريدة من نوعها، في اليوم السابع لمولد النبي صلى الله عليه و سلم، و يتمثل المولد النبوي الشريف أيضا، في فرحة الأطفال، و المفرقعات التي تعلو السماء، و التي على ما يبدو تعود إلى إنكشاري العهد العثماني. و هو تقليد جميل يظهر أينما تجذر، في الألوان المحلية فلكل منطقة، و لكل مدينة احتفالها الخاص، و طقوسها الخاصة، و مأكولاتها و حلوياتها.
و هذا المعرض "ليلة المولد النبوي الشريف" هو تذكير بأبرز لحظات احتفال حيوي و أخوي لإسلام سخي راسخ في التراث الإنساني للنبي محمد صلى الله عليه و سلم..
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/04/2011
مضاف من طرف : tlemcen2011
المصدر : www.tlemcen2011.org