الجزائر

ليست ثورة جياع!



ليست ثورة جياع!
إنه السير على حافة الهاوية هذا الذي يحدث في ولاية بجاية وجهات أخرى من الجزائر.نعم للتظاهر ضد قانون المالية وضد غلاء الأسعار. نعم للتظاهر ضد قوانين جائرة وضد تصرفات حكومة لا تراعي مصالح الشعب. ولكن يجب أن يكون التظاهر بطرق حضارية وأن يتصدى المتظاهرون ومن دعوا إلى الانتفاضة إلى المخربين الذين استغلوا مطالبهم الشرعية ونضالهم الواعي لإشاعة الفوضى والخراب لإفراغ مطالبهم من محتواها الشرعي، وتصير حركتهم همجية تخريبية، ويصبح من حق قوات الأمن قمعها وتلقى في المقابل من يقف ضدها. ثم إن الحرق والتخريب لن يخدما أحدا وكل ما تعرض للتخريب والإتلاف من قبل المندسين على المتظاهرين من وسائل نقل ومحلات وسلع وقطع طرقات وغيرها من مرافق سيدفع ثمنه عامة الشعب، فهي وسائل موجهة إليهم بالدرجة الأولى وتحطيمها سيلحق أضرارا بهم هم قبل المسؤولين الذين ثاروا ضدهم.أعجبني تعليق لأحدهم على جداره بالفايسبوك يقول ”احرق بلدك من أجل الطعام وستناله مجانا في مخيمات اللاجئين”.نعم هذا ما سيحدث إذا ما استمر استغلال مظاهرات مطالبة بإلغاء قانون المالية لإشاعة الفوضى خدمة لأجندات سياسية أيا كان أصحابها، اسمها الماك أو بقايا الفيس أو غيرها، لأن الذين دعوا إلى التظاهر وطنيون ولا يمكن الشك في وعيهم ووطنيتهم، لأن إطلاق تسمية ”ثورة الجياع” على انتفاضة سكان بجاية طعن في نزاهة مطالبهم، فليس هناك جياع في الجزائر، وما يرمى في مزابل الجزائريين من خبز ومواد غذائية وأدوية كاف لتغطية حاجيات دول بحالها، والثورة ضد غلاء الأسعار ليست ثورة جياع، وفي الكلمة من الحقارة والاحتقار لمطالب المنتفضين ما يصد الكثيرين عن دعم مطالبهم ويدفع للوقوف ضدهم.الكرة الآن في مرمى السلطات والأولياء على حد سواء، السلطات عليها احتواء المتظاهرين دون اللجوء إلى القمع الذي سيهيج الشارع فيستحيل معه السيطرة على الغاضبين، وقد تمتد الانتفاضة تضامنا مع من ستطالهم عصا السلطة، وعلى الأولياء السيطرة على أبنائهم لمنعهم من التخريب وإشاعة الفوضى، فقد سبق ودفعت الكثير من الأسر بمنطقة القبائل أزيد من 150 ضحية راحت في أحداث منطقة القبائل سنة 2001، الأحداث التي كلفت المنطقة فاتورة غالية وتعطلت معها التنمية هناك وتردت الأوضاع الأمنية، وكان المستفيد في النهاية مجموعة باعت دماء الأبرياء في اتفاقها مع السلطة مقابل مصالح شخصية ونصيب من الريع، قبل أن يختفوا نهائيا من المشهد السياسي.لست هنا لأعطي القبائل دروسا في الوعي، ولكن في تجربة أحداث بداية الألفية ما يكفي من الدروس، وعلى المنتفضين تذكرها حتى لا تتكرر المأساة!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)