الجزائر

ليبيون وتونسيون “جاهدوا” في العراق وأفغانستان يعودون إلى بلادهم القاعدة في المغرب الإسلامي تخطط للتجنيد والتسلح في ظل الانفلات الأمني بليبيا



خبراء أمنيون ينتقدون مطالبة واشنطن برحيل الأنظمة المستبدة بعد أن دعمتها حذر خبراء ومختصون في شؤون الإرهاب الدولي من خطورة اقتناص التنظيمات الإرهابية للتوترات والثورات في الدول العربية لتكثيف نشاطهم وتجنيد شباب تحت غطاء قتال الأنظمة المستبدة وإقامة دولة إسلامية، وتعتبر ليبيا التي تشهد انفلاتا أمنيا غير مسبوق أول المستهدفين، حيث يخطط عشرات الليبيين الذين التحقوا بدول أخرى كالعراق وأفغانستان للعودة إلى بلادهم والقتال ضد نظام معمر القذافي. كشفت صحيفة “نيويورك تايمز”، على لسان أحد عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهو جزائري اسمه الحركي “ أبو سلمان”، عن تخطيط عدد من الليبيين الذين كانوا قد التحقوا بـ”الجهاديين” في العراق وأفغانستان للعودة إلى بلدانهم “من أجل مساعدة الناس الذين يقاتلون ضد نظام القذافي، ومن ثمة إقامة دولة إسلامية”، وأضاف نفس المصدر أن عددا من “الجهاديين” يحضرون للعودة إلى ديارهم والالتحاق بـ”المعارك” في ليبيا، بعد التسلح من مخازن الأسلحة التي يملكها النظام، ونقلت الصحيفة عن الإرهابي الجزائري تأكيده أن “الكراهية التي فجرها معمر القذافي ضده وضد نظامه وسط شعبه، ستسهل على التنظيمات الإرهابية تجنيد عناصر جديدة تقوي شوكتها”. ويرى خبراء أمريكيون أن تنظيم القاعدة، الذي لم يكن له أي دور في حركات المعارضة التي نشأت في عدد من الدول العربية مؤخرا، بإمكانه أن يستفيد من الانفلات الأمني الحاصل في تونس، مصر وليبيا، بعدما أصبح لا يقوى على استقطاب الشباب لاستراتيجية التقتيل والتعصب الديني، ويعاني العزلة بتواجده في مفترق الطرق، وقال أحد المختصين في الإرهاب والشرق الأوسط، بول بيلر، الذي شغل منصبا في وكالة الاستخبارات المركزية  الأمريكية، “السي أي إيه”، إن الديمقراطية تشكل “نقمة “على تنظيم القاعدة، بالنظر إلى وجود قنوات سلمية للتعبير عن المطالب، ما يضعف احتمال لجوئهم إلى العنف. بينما يرى الخبير في قضايا الإرهاب، بريان فيشمان، أن الحركات المؤيدة للديمقراطية خلقت مشكلا كبيرا للقاعدة، وبالمقابل فإن الانفلات الأمني في ليبيا واليمن من شأنه أن يجعل من الدولتين ملجأ للخلايا الإرهابية ولو لوقت معين، وأكد أن المناطق التي يضعف فيها الأمن واحترام القانون، تشكل منفذا عملياتيا للإرهابيين، معتبرا أن الثورات الشعبية الأخيرة في عدد من الدول العربية أظهرت أن الجيل الجديد غير مهتم بفكر القاعدة. من جهة أخرى، اعترف أحد المسؤولين بوكالة “السي أي إيه”، ميشال شوور، بأن الأمريكيين وعددا كبيرا من الخبراء أيضا فشلوا في تقييم الانتفاضات الشعبية في الدول العربية، ولفت إلى إمكانية اقتناص التنظيمات الإرهابية للفرصة التي أتيحت من خلال الثورات الشعبية، خاصة بعد الإفراج عن عدد كبير من الإسلاميين من السجون المصرية عقب الإطاحة بنظام حسني مبارك، وقال إن الوكالة بصدد البحث في قدرات التنظيمات التي تدعمت وأصبحت أكثر تأثيرا مقارنة بـ 2001 على رقعة جغرافية أوسع. وفي ذات السياق، أكد المختص في شؤون الشرق الأوسط، كريستوفر بوسيك، على ضرورة التخلي عن فكرة “إن أمن الغرب لا يأتي إلا على حساب حقوق الناس والحكم السيء في هذه الدول”، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت مهتمة بالعالم الإسلامي على أساس أنه مصدر العنف والإرهاب وربطت علاقات صداقة مع  أنظمة مستبدة مثل نظام القذافي، وهي اليوم تطالب برحيله بعدما كان يشكل شريكا في محاربة الإرهاب وسدا أمام الحركات الإسلامية. نسيمة. ع


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)