يبقى الوضع المتوتر في مدينة مصراتة غرب ليبيا يراوح مكانه بسبب المعارك الضارية بين المتمردين و القوات الموالية لقائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي التي تسعى لاستعادة السيطرة على المدينة في الوقت الذي تتجه فيه قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) نحو مزيد من التصعيد لعملياتها العسكرية ضد النظام الليبي.وتواصل القوات الموالية لقائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي تقدمها نحو مدينة مصراتة التي تعيش في عزلة شبه تامة لاستعادتها من سيطرة المتمردين الذين تجاهلوا دعوة النظام الليبي لإلقاء السلاح مقابل العفو عنهم حقنا دماء الليبيين. للتذكير فإن الحكومة الليبية كانت قد وجهت يوم الجمعة الماضي نداء الى أهالي مصراتة يدعو "كل الجماعات المسلحة من اهالى مصراتة الى تسليم اسلحتهم مباشرة الى القيادات الشعبية فى المدينة مقابل العفو التام دون اى ملاحقة قانونية حتى 3 ماي".
وكانت دبابات تابعة لقوات القذافي حاولت يوم الإثنين دخول مدينة مصراتة من منفذها الجنوبي الغربي من خلال قصف المدينة غداة مقتل ستة اشخاص على الاقل في المدينة التي تخضع للحصار وتتعرض للقصف منذ أكثر من شهرين ولم يعد لها من طريق للحصول على امدادات سوى عن طريق البحر. للإشارة فإن مدينة مصراته التي تعيش فى عزلة شبه تامة لا تجد الا البحر معبرا لها وهذا المعبر الوحيد يسمح للمدينة باستقبال بعض سفن المنظمات غير الحكومية التى تحمل المؤن والدواء وتعمل كذلك على اخلاء الجرحى. وفي ذات السياق ناشدت منظمة الهجرة الدولية حلف شمال الاطلسي والسلطات الليبية اليوم السماح لسفينة اغاثة تابعة لها بأن ترسو في ميناء مصراتة لإجلاء
1000 مهاجر افريقي حوصروا في الصراع اضافة الى عدد كبير من المدنيين الجرحى. وفي المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في الجبل الغربي صعدت القوات الموالية للعقيد القذافي اليوم الثلاثاء من عملياتها العسكرية وذلك بعد يومين من مقتل سيف العرب أصغر أبناء العقيد القذافي و3 من أحفاده في قصف لحلف شمال الأطلسي (الناتو) استهدف منزله في طرابلس فيما نجا العقيد وزوجته. وتعليقا على مقتل سيف العرب القذافى اعتبر رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني اليوم قتل نجل معمر القذافي بغارة لقوات التحالف "أمرا خطيرا" كونه ليس من أهداف مهمة حلف الناتو هناك" مضيفا أن "الهدف هو ضرب الترسانة الحربية بشكل محدد دون اللجوء إلى القصف العشوائي وقبل كل شيء من دون سقوط ضحايا بين المدنيين".
ويتجه حلف شمال الأطلسي إلى تصعيد عملياته العسكرية ضد النظام الليبي حيث أكد أنه سيستمر في "ممارسة الضغوط العسكرية الضرورية" لإجبار النظام في ليبيا على "الاستجابة الكاملة" لبنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 والمتمثلة في "ضرورة انسحاب كتائب القذافي من المدن المحاصرة والمقتحمة والمهددة وعودتها الى ثكناتها إضافة لضمان وصول الإمدادات الإنسانية الضرورية للمدنيين". وقال الأميرال الايطالي رينالدو فيري خلال مؤتمر صحفي أن قوات التحالف قامت حتى الآن بالتركيز على مواقع الخطوط الأمامية لكتائب القذافي وألحقت بها خسائر وان المرحلة الثانية ستتمثل في قطع طرق الإمدادات وتدمير مخازن الذخيرة وإنهاك الخطوط الخلفية ومراكز التحكم والاتصالات بين كتائب القذافي والخطوط الأمامية. ولاتزل العمليات العسكرية للتحالف الدولي تثير إستنكار وقلق بعض الدول التي تؤكد رفضها المطلق لأي إجراء يتجاوز تفويض مجلس الأمن والقانون الدوليين. فقد أعربت روسيا مجددا اليوم عن قلقها من "الاستخدام المفرط للقوة" من طرف قوات التحالف ضد المدنيين في ليبيا مما أدى الى زيادة عدد القتلى فى صفوفهم داعية الى تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن الازمة الليبية "بدقة". وقال مفوض وزارة الخارجية الروسية لحقوق الإنسان قسطنطين دولغوف أن " الأيام الأخيرة تشهد زيادة في كثافة القصف على المواقع في طرابلس التي لا تستهدف مواقع عسكرية فحسب بل تستهدف أيضا منشآت البنية التحتية وأخرى مدنية". وفي سياق متصل قالت صحيفة /نيزافيسيمايا غازيتا/ الروسية الصادرة اليوم أن الأزمة الليبية" سوف تترك آثارا سلبية على منظومة العلاقات الدولية". من جهتها أعربت الصين على لسان للمتحدثة باسم الخارجية الصينية جيانغ يوى عن "قلقها" إزاء سقوط قتلى ومصابين بين المدنيين نتيجة تصاعد القتال فى ليبيا مؤكدة أن بكين "تقف ضد أي إجراء يتجاوز تفويض مجلس الأمن والقانون الدوليين". وأعربت المتحدثة باسم الخارجية الصينية جيانغ يوى عن أمل بلادها فى أن تقوم جميع الأطراف المعنية فى ليبيا بوقف إطلاق النار فورا وحل الأزمة سياسيا عن
طريق الحوار وغيره من الوسائل السلمية. وكانت ليبيا قد شهدت في 17 فيفري الماضي حركة احتجاجية طالبت بإسقاط نظام العقيد القذافي وهي الحركة التي تحولت الى تمرد مسلح حيث يسيطر المتمردون على مدينة بنغازي و يسعون-دون جدوى حتى الان- الى الزحف الى العاصمة قصد الاطاحة بالعقيد القذافي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/05/2011
مضاف من طرف : archives
صاحب المقال : وكالة الأنباء الجزائرية
المصدر : www.aps.dz