"لوزيعة" لإحياء المولد النبوي الشريف ببجاية

تزينت قرى ومداشر ولاية بجاية، في ذكرى مولد خير الأنام، بسكانها الأصليين الذين دفعتهم ظروف الحياة الصعبة بها، إلى الترحال إلى المدينة أو ولايات أخرى، بحثا عن لقمة العيش، حيث جمعتهم عادة "لوزيعة" المتجذرة في أوساط سكان منطقة القبائل، من جمعهم في أعظم وأغلى المناسبات الدينية، فبقرية "بيشر" التابعة لبلدية "طمقرا" الواقعة بمنطقة الصومام، قام أعيان القرية بنحر الثيران في ساحة القرية، وسط حضور لافت للعائلات الأصلية للمنطقة، التي جاءت من مختلف نقاط الوطن.حيث تعاون الجميع في أشغال النحر والسلخ، قبل أن يعمدوا إلى تقسيمها على ما يزيد عن 400 عائلة، وسط فرحة وبهجة كبيرة صنعها الشباب والأطفال، الذين كسروا صمت هذه القرى بأصوات المفرقعات، والشموع والتنافس، على رسم أجمل حنة.المشهد نفسه شهدته العديد من قرى ومداشر الولاية، على غرار بلديات القصر، مسيسنة، تامريجت وغيرها من مناطق الولاية، حيث أكد منظموها أن "لوزيعة" أو "طمشراط" تعد واحدة من العادات المتأصلة بمنطقة القبائل، خاصة مع حلول المناسبات الدينية، التي يرون أنها فرصة لاجتماع سكان القرى، للتباحث في المشاكل المطروحة بها، وكذا لحل الخلافات بين سكانها المتنازعين، موضحين أن أعيان القرية، غالبا ما يعملون على تهدئة وتصفية نفوس المتنازعين، وإحداث التراضي بينهم، مضيفين أن مثل هذه العادات الحميدة، غالبا ما تجعل الجيل الجديد متمسكا، وعالما بجذوره وأصوله، وهي غالبا ما تلقى استحسانهم الذين يستشفونه، من خلال الإفصاح عن رغبتهم في تجديد العهد والمناسبة خلال العام المقبل أو المناسبة الدينية التالية. ولم لا مع حلول كل موسم لجني الزيتون.