دعت ياسمين مسيخ ابنة جامع اللوحات محمد صادق مسيخ، المتاحف الجزائرية إلى شراء اللوحات التي جمعها والدها طيلة 40 أو حتى 50 سنة، والتي تعود لفنانين كبار مثل باية محي الدين وإيتيان ديني وغيرهما. وقالت ل«المساء" إنّ العديد من هذه اللوحات المعروضة مكانها الحقيقي، المتاحف وهذا لقيمتها الفنية العالية ورونقها البديع، مضيفة أنّ والدها الكاتب والطبيب النفسي جمعها حينما كان مقيما بفرنسا وحان الأوان ليعرضها للجمهور وبيعها كذلك.لطيفة داريب
كما قالت ياسمين مسيخ على هامش احتضان رواق محمد راسم لمعرض "لوحات شرقية" إنّه لثاني مرّة ينظّم والدها محمد صادق مسيخ هذا المعرض المخصّص للوحات الفنانين المستشرقين الذين رسموا مشاهد من حياة الجزائريين في القرن التاسع عشر مثل اتيان ديني وروندفال وكول وبومبار ولوحات أخرى لفنانين جزائريين مثل زياني وباية محي الدين وهذا بعد أن نظّم معرضا مشابها له في جويلية الماضي بنفس الرواق. وتحدّثت ياسمين عن سعي والدها لشراء اللوحات التي تحكي عن حياة الجزائريين في القرن التاسع عشر وكذا عن جمال مدنها مثل القصبة وقسنطينة وبسكرة وسكيكدة وبوسعادة وغرداية من خلال ارتياد محلات بيع التحف القديمة، وأسواق السلع المستعملة بفرنسا، والتي وجد فيها عددا كبيرا من اللوحات التي رسمها فنانون عالميون عن الجزائر. كما أكّدت المتحدّثة شغف والدها الكبير بالفن التشكيلي وهو ما كلّفه دفع أموال طائلة لشراء لوحات فنانين مستشرقين وجزائريين أبرزوا جمال الجزائر وتنوّعها الثقافي وتراثها العظيم، وخلّدوا طريقة عيش سكانها. ووضع الفنان أمام كلّ لوحة، ورقة تعريفية بمنجزها، الفنان الرسام، وقدّم بذلك معلومات تفصيلية عنه مثل تاريخ ميلاده ومساره الفني وانجازاته وكذا اسم المتحف الجزائري الذي يمتلك بعضا من أعماله. بالمقابل يسعى جامع اللوحات، حسب تصريح ابنته، للحفاظ على لوحاته التي تزيّن بيته قبل أن تزيّن حاليا رواق "محمد راسم" من خلال ترميمها مقدّمة مثالا بترميم إطار اللوحة العتيق والذي يعتبر بحدّ ذاته تحفة. وقد صنّف محمد صادق مسيخ في هذا المعرض للبيع، لوحاته حسب موضوعها، فوضع مثلا لوحات تناول فيها أصحابها جنوب الجزائر في جهة واحدة من الرواق، كما بيعت أكثر من لوحة في المعرض الأوّل الذي نظّم في جويلية الماضي وحتى في المعرض الحالي، ويبقى نداء ياسمين قائما بدعوة المتاحف الجزائرية لشراء هذه اللوحات القيّمة التي حقا مكان الكثير منها في المتاحف. للإشارة، يضمّ هذا المعرض لوحات ثمينة مثل لوحة "زوج من فهود الجزائر" لهرزيغ إيفون التي ولدت عام 1895 ودرست في مدرسة الفنون الجميلة بالجزائر العاصمة تحت إدارة ليون كوفي. ولوحة "منظر عن محطة فيليبفيل" لأورتيغا جوزي المولود عام 1880 وقد درس بدوره في مدرسة الفنون الجميلة بالجزائر على يدي الأستاذين دوبوا وفوركي. بالإضافة الى لوحة "أزقة القصبة النشطة" لإيجان دوفان الذي زار الجزائر أكثر من مرة، وكذا لوحة "بسكرة" لبومبار موريس الذي انبهر بجمال جنوب الجزائر. ويضمّ المعرض أيضا لوحات فنانين جزائريين مثل لوحة للفنان حسين زياني المولود عام 1953 بسيدي داود، والذي اكتشف الفن حينما كان يقضي الخدمة العسكرية في جنوب الصحراء. ولوحة لباية محي الدين. كما صدر لجامع اللوحات محمد صادق مسيخ عدّة مؤلّفات من بينها "سكيكدة..ذاكرة..تاريخ منطقة "و"الجزائر الذاكرة".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 05/12/2023
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : لطيفة داريب
المصدر : www.el-massa.com