الجزائر

لوازم الذبح والمآزر تزيح ألعاب البحر



وجدت بعض العائلات التي اختارت برمجة بعض الخرجات السياحية والترفيهية شهر أوت نفسها تعاني من صعوبة التوفيق بين العطلة وبين متطلبات عيد الأضحى المبارك، الذي لم تعد تفصلنا عنه إلا أيام معدودات، خاصة بعد أن وجّه أرباب الأسر اهتمامهم إلى أسواق المواشي علّهم يحصلون على أضحية تناسبهم، ومن ثمة الانتقال إلى التحضير للدخول الاجتماعي الذي عادة ما يستنزف الجيوب بالنظر إلى كثرة التكاليف.بحلول شهر أوت الذي ينتظر أن تعيش فيه العائلات الجزائرية مناسبتين هامتين وهما عيد الأضحى المبارك والتحضير للدخول الاجتماعي، انتهت العطلة الصيفية بالنسبة للبعض، وبدأ التفكير في كيفية تقسيم الميزانية المتبقية بين هاتين المناسبتين اللتين عادة ما تستنزفان جيوب أرباب الأسر، على حد تعبير السيدة سعاد (موظفة)، حيث أشارت في معرض حديثها ل»المساء» إلى أنّها ككلّ سنة تخطّط من أجل أن تمضي رفقة أبنائها عطلة مميزة، حيث اختارت شهر جويلية لتمضية أيام ممتعة وتمكين الأطفال من أخذ نصيبهم من المتعة لعلمها المسبق أن تزامن عيد الأضحى وشهر أوت يجعلنا تقول «نتفرغ للتفكير في الأضحية من جهة، وفي اقتناء اللوازم المدرسية التي عادة ما يسارع التجار إلى عرضها بمجرد حلول شهر أوت».
من جهتها، مواطنة أخرى كانت بصدد تفحص مآزر لابنها، أشارت في معرض حديثها إلى أنّ الوقت المثالي للعطلة الصيفية هو شهر جويلية، الأمر الذي جعلها هي الأخرى تعيش أجواء العطلة بهذا الشهر بالتحديد، وبحلول شهر أوت تتفرّغ للتحضير لعيد الأضحى من خلال اقتناء اللوازم التي تحتاج إليها، فضلا عن شراء ما يلزم أبناءها من أدوات مدرسية وغيرها، موضّحة أنّ الحديث منذ حلول شهر أوت محصور في أضحية العيد والدخول الاجتماعي ما يعني أنّ العطلة انقضت شهر جويلية.
وإذا كانت بعض العائلات اختاروت شهر جويلية لتعيش متعة العطلة الصيفية، فإنّ البعض لا زالوا أوفياء لشهر أوت الذي كان ولا زال يمثل بالنسبة لهم قلب العطلة الصيفية، حيث اختار آخرون ممن تحدثت إليهم «المساء» برمجة عطلتهم بهذا الشهر رغبة في التفرغ لعيد الأضحى من جهة، ولاقتناء اللوازم المدرسة التي تتطلب بذل بعض الجهد في البحث عن أنسبها وأجودها، وهو ما أشارت إليه مواطنة في عقدها الرابع، حيث أوضحت أنّ الانصراف إلى البحث عن الأضحية وكذا التحضير للدخول الاجتماعي يقلل من الضغط على مختلف المرافق الترفيهية التي عرفت شهر جويلية خاصة الشواطئ منها ازدحما كبيرا، مشيرة إلى أنّ شهر أوت بالنسبة لها هو الوقت المناسب والمثالي للاستمتاع بالعطلة وليتسنى للأطفال التمتع بمختلف المرافق الترفيهية ولا يضطرون تعلق «للوقوف في طوابير للّعب».
وهو نفس الانطباع الذي لمسناه عند مواطنة أخرى اختارت هي الأخر برمجة عطلتها السنوية شهر أوت، حيث أوضحت أنه رغم تزامن عيد الأضحى والتحضير للدخول الاجتماعي شهر أوت، إلا أن ذلك لا يمنع من الاستمتاع بالعطل وعلى العكس تقول «توجيه اهتمامنا لاقتناء الأضحية أعطى العطلة نكهة مميزة خاصة وأن الأطفال يحبون مرافقة ذويهم للأسواق من أجل الاختيار».
سمحت الجولة الاستطلاعية التي قامت بها «المساء» في بعض شوارع العاصمة بالوقوف على تراجع معدات البحر وتعويضها بتلك المرتبطة بعيد الأضحى وكذا الدخول الاجتماعي، حيث سارعت بعض المحلات التجارية إلى إزالة ألعاب البحر وتعويضها بالمآزر بالنظر إلى بدء الطلب عليها، وهو ما أكّده التاجر كمال بالابيار الذي أوضح في معرض حديثه أنّ العائلات الجزائرية ما إن يحل شهر أوت حتى تبدأ في اقتناء عدد من اللوازم المدرسية وفي مقدمتها المحافظ والمآزر/ من أجل هذا يقول «نبادر إلى عرضها بالواجهات لجلب الاهتمام إليها»، مشيرا إلى أنّ تزامن عيد الأضحى المبارك والتحضير للدخول الاجتماعي يجعل العائلات تبتعد نوعا ما عن أجواء العطلة.
وإذا كانت المحلات التجارية قد شرعت في الترويج للدخول الاجتماعي، فإنّ الأسواق الشعبية على غرار سوق بوزريعة شرع في الترويج لعيد الأضحى، من خلال عرض معدات الذبح والسلخ مثل السكاكين وكذا الشواء كالفحم والشوايات، وحسب بعض الباعة الذين تحدثنا إليهم فإنّ نفاذ بعض الأنواع من السلع جعلت الإقبال مبكرا على شراء بعض المعدات كالشوايات مثلا التي عادة ما تنفذ سريعا أياما قلائل قبل العيد، موضحين أن بعض ربات الأسر سارعن أيضا لاختيار بعض أنواع التوابل التي تعطر بها الأطباق التقليدية الخاصة بهذه المناسبة المباركة لتحضيرها مسبقا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)