الجزائر

لهذه الأسباب عاقب الفرنسيون ساركوزي


لم يكن التصويت لصالح فرانسوا هولاند انطلاقا من كفاءته الخارقة في التسيير وإدارة شؤون الحكم وتقديمه لبرنامج انتخابي يخرج فرنسا من دوامة الأزمات اللامتناهية، بل كان، وفق مراقبين للمشهد السياسي الفرنسي، عقوبة لساركوزي على أخطائه الكثيرة التي كان من أبرزها عدم وفائه بوعوده التي أطلقها في 2007 وأسلوبه السمج في إدارة الحكم وحتى في تعاملاته مع نظرائه من رؤساء وحكام دول العالم، خاصة الدول الكبرى أو مع مواطنيه.
فشل في الملفات الاقتصادية:
وعد ساركوزي خلال حملته الانتخابية في 2007 بأنه سيخفض نسبة البطالة إلى النصف، والمقدرة بحوالي 12 بالمائة، لكن هذا الوعد لم يستطع تحقيقه، بل سجلت نسبة البطالة ارتفاعا بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية التي لا تزال رداتها تؤثر على أداء الاقتصاد الفرنسي. وأخفق أيضا في رفع القدرة الشرائية للفرنسيين رغم كل الإجراءات الاقتصادية والاجتماعية التي اعتمدها طيلة خمس سنوات من الحكم، ورغم أنه وعد بأن يكون رئيس القدرة الشرائية.
إخفاق في مشاريع الضمان الاجتماعي:
خلف مشروع إصلاح نظام الضمان الاجتماعي والتقاعد انتقادات واسعة لساركوزي، دفعت بالعمال إلى الشارع. وقدر عدد المشاركين في المظاهرات ضد هذه الإصلاحات بحوالي مليوني شخص. مشاريع أخرى أطلقها ساركوزي لم تنل رضا جزء كبير من الشارع الفرنسي، مثل قانون عدم استبدال موظف في قطاع التربية من أصل اثنين يحالان على التقاعد، أو إنشاء وزارة للهجرة والهوية الوطنية.
غضب من الأداء الدبلوماسي:
أثار قرار ساركوزي عودة فرنسا إلى قيادة حلف الأطلسي انتقادات كبيرة وعدم رضا، كما تراجع الأداء الدبلوماسي الفرنسي الذي كان يميزها عن باقي الدول الغربية. وهناك من وصف الخارجية الفرنسية بالملحقة للبيت الأبيض الأمريكي. وخلفت مشاركة فرنسا في حرب ليبيا انقساما وسط الشارع الفرنسي الذي رأى قطاع منه أن ساركوزي أدخل فرنسا في حرب خارجية لا تعني الفرنسيين، في وقت أن بلده تعيش أزمة اقتصادية خانقة.
وإلى جانب إخفاق ساركوزي الداخلي، لم يرق أسلوبه في التعامل لدى كثير من الفرنسيين، خاصة في طريقة تواصله مع رؤساء الدول خلال المؤتمرات الدولية التي شارك فيها، ويُنتقد كثيرا في طريقة تعاملاته مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني دافيد كامرون.
عدو المهاجرين:
أظهر ساركوزي عداء غير مبرر تجاه المهاجرين خلال فترة حكمه، وهو الذي كان وراء ثورات أبناء الضواحي لما نعتهم بالأوباش عندما كان وزيرا للداخلية، ولم يكن يفوت فرصة للتهجم عليهم وإطلاق وعيده ضدهم، ووصل به الأمر إلى التهديد بسحب الجنسية الفرنسية من المنحدرين من الهجرة. كما أظهر عداء كبيرا للإسلام والمسلمين.
رئيس الأغنياء:
على عكس خطابه الذي يقدم فيه نفسه بأنه رئيس كل الفرنسيين، ينتقده الشارع الفرنسي وخاصة خصومه بأنه شعبوي ورئيس نصب نفسه لخدمة الأغنياء، بسبب المزايا الضريبية التي منحها لأصحاب الثروات الضخمة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)