الجزائر

لهذه الأسباب أنهى الرئيس مهام سعداني



لهذه الأسباب أنهى الرئيس مهام سعداني
هذه هي خريطة طريق الأمين العام للأفلان ولد عباسكشفت مصادر رسمية ل«البلاد" أن رئيس الجمهورية، رئيس حزب جبهة التحرير الوطني، اتخذ منذ مدة ليست بالقصيرة قرار تنحية الأمين العام السابق لحزب الأفلان عمار سعداني، مضيفا أن هذا الأخير لم يبلغ بالقرار إلا ليلة الجمعة، ما جعله يستدعي مقربيه على عجل إلى بيته ليخبرهم بقرار الرئيس.وحسب المصادر ذاتها، فإن الأسباب التي أدت بالرئيس إلى اتخاذ قرار تنحية سعداني من الأمانة العامة للحزب متعددة، من أهمها تواجد سعداني شبه الدائم بفرنسا، بعدما أصبح الأمين العام السابق لحزب الرئيس يمضي غالبية وقته بباريس، بل وفي بعض الأحيان يقيم بفرنسا أكثر من إقامته بالجزائر، ما جعل الرئيس يقتنع بأن محافظ الوادي السابق لا يمكنه تسيير الحزب من عاصمة الجن والملائكة. ومازاد من غضب الرئيس أن "البيلدوزر" أصبح يعود إلى الجزائر في الكثير من الأحيان وفي جعبته مواقف وتصريحات يطلقها في فضاء الساحة السياسية تكون محور جدل ولغط كبيرين سياسيا وإعلاميا، رغم أنها مواقف وتصريحات في الكثير من الأحيان لا علاقة لها بخط الحزب ولا مواقف وآراء رئيسه، ما فهم على أن أكبر تشكيلة سياسية في الجزائر لو تُركت تسير على هذا الشكل فإنه لا يستبعد أن يتكرر سيناريو بن فليس مجددا، فسعداني أصبح يقرر ويصرح باعتباره الرجل الأول بالحزب، والأصح أن رئيس الحزب هو من يقرر وسعداني هو من يصرح فقط.وحسب المصدر ذاتها، فإن الرئيس لم يعجبه تهجم سعداني على المجاهدين الذين بعثوا له برسالة يطالبونه فيها بتنحية سعداني من على رأس الأمانة العامة للحزب، باعتبار الأفلان شعار ورصيد تاريخي لا يجب تلطيخه، كون الأفلان الحالي حسب ما جاء في رسالة المجاهدين تسيطر عليه جماعة المال الوسخ. وخلافا لما يظن البعض، فإن الرئيس أعطى كل الأهمية لرسالة المجاهدين قبل أن يستجيب لها، وأردف المصدر بأن رئيس الحزب لا يمكنه أن يضع ثقته في أمين عام لحزبه يعادي المجاهدين، فهذا شيء مستحيل.ومما زاد الطين بلة حسب المصادر حملة السب والشتم التي مست كلا من الفريق المتقاعد محمد مدين وعبد العزيز بلخادم، الذي تولى مهمة قيادة الأفلان بالإضافة إلى منصبيه الرسميين السابقين رئيس حكومة والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، فالرئيس غضب بعدما سمع وشاهد الشريط المسجل لكلام سعداني الذي وجه اتهامات خطيرة للفريق توفيق تمس أمن الدولة وتزعزع استقرارها وكذا مس شرف وعرض عائلة بلخادم، وهو المعروف بوفائه للرئيس منذ سنة 1999، بل وكان من أكبر رجال ثقته ومقربيه وهي الاتهامات الخطيرة التي وجهها رئيس البرلمان السابق دون أي احترام لهاتين الشخصيتين وعائلاتهما وتاريخ الحزب. علما أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة معروف عنه أنه يمقت مثل هذه التصرفات والتصريحات. وحسب المصادر، فإنه يجب التأكيد على شيء مهم وهو أن الرئيس اتخذ قرار تنحية سعداني قبل حادثة التهجم على الفريق توفيق والأمين العام السابق للأفلان عبد العزيز بلخادم.تجدر الإشارة إلى أن الرئيس بوتفليقة لم يتسرع في إنهاء مهام عمار سعداني إلا بعد قيامه وهو المعروف عنه أنه لا يتسرع في اتخاذ مثل هكذا قرارات، قبل أن تنضج على نار هادئة ويتأكد من جميع المعلومات.وحسب المصادر، فإن الرئيس بوتفليقة وسع استشارته قبل اتخاذ قراره إلى أكثر من 20 طرفا أجمعت كلها على ضرورة إنهاء مهام سعداني من على رأس الحزب لأسباب عديدة، آخرها حتى تعود كل الصلاحيات لرئيس الحزب دون سواها التي اعتبرتها بعض الأطراف التي استشارها الرئيس بأنها كانت مغتصبة من طرف الأمين العام السابق. وما أجل قرار الرئيس بإنهاء مهام سعداني من على رأس الحزب، فسح المجال أمام حكومة سلال لتمرير الدستور الجديد على البرلمان للمصادقة دون أي ضجيج.وحسب ورقة الطريق التي ستسلم من طرف رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة للأمين العام الجديد المجاهد والدكتور جمال ولد عباس، فإنه مطالب بلم شمل إطارات ومناضلي الحزب الذين أقصاهم وشردهم الأمين العام السابق وجماعته الضاغطة، ما يجعل من مهام الأمين العام الجديد المعروف بحنكته ورزانته وديبوماسيته التي تجمع ولا تفرق سهلة نوعا ما، كون الرجل معين ومدعوم من طرف رئيس الحزب وستكون مهامه تنفيذ خارطة الطريق التي رسمها الرئيس وفقط، بالإضافة إلى تخلصه ممن وصفهم المجاهدين في الرسالة التي بعثوا بها للرئيس ب "المافيا المالية" التي تريد السطو على الحزب، وهي أولى الخطوات التي يجب على ولد عباس القيام بها إن أراد النجاح والبقاء في منصبه إلى غاية 2020 ، كما قال، رغم أن الدكتور صاحب حنكة ومقرب جدا من الباب العالي ويدرك قرار بقائه إلى سنة 2020 أو الذهاب لمؤتمر ستثنائي، بيد الرئيس فقط.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)