الجزائر

لهجة «إبداعية» يحدث بها الحرفي بالجوهر معجبيه



لهجة «إبداعية» يحدث بها الحرفي بالجوهر معجبيه
ابتكر الحرفي محمد بالجوهر لنفسه لغة فريدة حاول التواصل بها مع عشاق الحرف اليدوية، وهي التعبير من خلال منحوتاته الفنية المصنوعة انطلاقا من رسكلته لمختلف الأشياء، قطع قد يراها الشخص مجرد خردوات، إلا أن محمد كان يرى فيها ابتكارا يصممه في رأسه قبل أن يجسده على أرض الواقع.وسيلة نجح الحرفي المختص في الرسكلة منذ ثلاث سنوات من خلالها في التعبير عن شعور داخلي، هذا ما أوضحه خلال حديثه ل»المساء» على هامش مشاركته في معرض الصناعة التقليدية برواق فنون وثقافة «مصطفى كاتب»، قائلا: «إن الرسكلة نوع من أنواع الفنون الحديثة التي استثمر فيها فنانون عالميون في السنوات الأخيرة كإبداع جديد، وهو حديث في الجزائر لم يتم قبوله بسهولة في السنوات الأولى، مشيرا إلى أن مشاركته في المعارض التقليدية في البداية كان صعبا، لاسيما أنه كان يتلقى العديد من الانتقادات من الزوار، حيث كانت تعابيرهم توضح له أنهم ما يرون في ذلك إلا «خردوات» لا تصلح لدفع مال مقابلها، ورغم عزم الحرفي ومثابرته، إلا أنه استسلم في مرحلة ما دامت 14 شهرا دون مزاولة أي عمل حرفي..وبعدها قال محمد، إن تشجيع بعض من المعجبين بي دفعني إلى المحاولة من جديد وفرض نفسي وسط باقي الحرفيين، وجعل من الرسكلة حرفة فنية لها أبعاد إبداعية، وأخرى بيئية تستحق اسم «الفن»، لما تعكسه من جمال وتفاني الحرفي الذي ينجح في تحويل «خردة» من قطع لا قيمة لها إلى قطع فنية قد تكون ساعة حائط، أو لوحة فنية، أو أباجور أو غيرها من التحف التي تجمع بين مختلف المواد التي تكون من الخشب، الزجاج، الحديد، النحاس، القماش، وغير ذلك، يتفنن الحرفي في التركيب بينهما لابتكار قطع للديكور أو لحمل الأشياء وما إلى ذلك. ويضيف المتحدث بأنه على عكس باقي الحرف، فالرسكلة الفنية تسمح للحرفي بفتح آفاق بعيدة لنفسه، إذ يمكنه أن ينتج أي شيء من اللاشيء، وقد يصنع مختلف الأشياء انطلاقا من رسكلة أشياء أخرى، ليس كالحرف الأخرى التي يكون صاحبها محصورا في صناعة الأواني، أو القطع الخشبية، أو الرسم على سطح معين، لكن في الرسكلة الفكرة دائما تنطلق ابتداء من الأشياء التي تم جمعها..وعن مصدر مادته الأولية يقول الحرفي: «أقوم بجمع العديد منها بمفردي، إذ عند رؤية القطعة يمكنني أن أضع خطة أولية أو تصميما أوليا لما سوف يصلح استعمالها، ويمكنني أن أجمع بعدها قطعا أخرى، وفي بعض الحالات يقدم لي البعض من معارفي وأصدقائي قطعا قديمة لم يعودوا بحاجة إليها حتى أستغلها في تصاميمي التي أبتكرها، انطلاقا من حالتي النفسية التي أعيشها في تلك المرحلة التي دائما ما تعبر عن واقع أعيشه حينها».


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)