الجزائر

لمواجهة ظاهرة البدانة لدى الأطفال



أجمع مختصون في التغذية والطب الداخلي واطباء نفسانيون على ضرورة العودة الى الانظمة الغذائية الصحية من اجل مواجهة تفاقم ظاهرة البدانة لدى الاطفال بالجزائر، والتي يتوقع ان تعرف مستقبلا منحى تصاعديا في ظل النمط المعيشي الحالي للأسر الجزائرية. وقال مختصون خلال يوم دراسي احتضنته المكتبة الوطنية بالحامة حول ظاهرة السمنة لدى الاطفال وفي الوسط المدرسي نظمته الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ بالتنسيق مع جمعية صناع الغد ، ان العودة الى الانظمة الغذائية السليمة والصحية اصبح حتمية وامرا لا بد منه بسبب ارتفاع مؤشرات تفاقم ظاهرة البدانة في اوساط الاطفال بالجزائر خلال السنوات القليلة الماضية. وقالت الدكتورة عويدات حميدة، وهي اخصائية في الطب الداخلي من المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بالعفرون بولاية البليدة، ان الملاحظ في الميدان هو تفاقم تعداد الاطفال المصابين بهذا الداء، مرجعة السبب الرئيسي لذلك الى النظام الغذائي المتبع حاليا سواء في المنزل او خارجه (الوجبات السريعة والاكل المشبع بالدهون والاستهلاك المفرط للسكريات والمشروبات الغازية والعصائر) واهمال ممارسة الرياضة والتي عوضها الجلوس المطول امام اجهزة الحاسوب والهاتف النقال، لتكون النتيجة الاكيدة لكل هذه العوامل السمنة المفرطة. وكشفت الدكتورة عويدات في نفس السياق، عن التنامي المقلق للاصابة بداء السكري لدى فئة الاطفال خاصة المصابين بالبدانة، حيث ان هذه الفئة تكون اكثر عرضة لهذا المرض، وهو نفس ما ذهبت اليه الدكتورة ياسف لامية، رئيسة مصلحة الاستعجالات بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بوشنافة محمد بسيدي أمحمد بولاية الجزائر، والتي قالت ان تداعيات السمنة لدى فئة الاطفال تكون وخيمة ان لم يتم التكفل بها، والاصح ان يتم تفادي انتقال الطفل من مرحلة الوزن الزائد الى مرحلة البدانة. وقالت في هذا الخصوص الدكتورة عبيدات سعاد، رئيسة خلية اليقظة الصحية لدى جمعية صناع الغد ، أن الملاحظ حاليا في الاوساط المدرسية هو تفاقم ظاهرة البدانة لدى الاطفال، مشيرة الى ان المنظمة العالمية للصحة كانت قد اقرت بكون السمنة داء بحد ذاته وله تداعيات خطيرة على صحة الشخص لاسيما لدى شريحة الاطفال. وأضافت ان الجمعية تسعى ضمن برنامج نشاطها لحساب السنة الجارية لإجراء تحقيق ميداني عبر فروع خلية اليقظة الصحية في الوسط المدرسي من اجل وضع دراسة ميدانية وحقيقية لواقع انتشار داء السمنة لدى الاطفال في الوسط المدرسي. وذكر رئيس الجمعية، بشير مصيطفه، من جهته، ان خبراء الصحة مطالبون في افاق 2030 بوضع احصاء صحي وتحليل المعطيات الصحية بالجزائر من اجل تحديد السياسات والبرامج الصحية الواجب اتباعها لمرافقة النمو الديموغرافي وارتفاع تعداد الاطفال المتمدرسين، مشيرا الى ضرورة ادماج نشاط الجمعيات والمجتمع المدني في هذا المجال من اجل مواكبة العمل التوعوي والتحسيسي في الوسط المدرسي والعائلي للوقاية من هذا الداء وغيره من الامراض التي يمكن ان تهدد الصحة العمومية في البلاد. ومن جانبه، قال الزروق عز الدين، بصفته ممثلا عن الجمعية الوطنية لاولياء التلاميذ، ان الجمعية تسعى لاشراك جميع الاطراف المعنية للنهوض والمساهمة في ترقية المؤسسة التربوية في جميع المجالات دون اغفال الجانب الصحي الذي يعد ركيزة اساسية في القطاع. وأكد ان تنظيم هذا اليوم الدراسي والذي سيكون متبوعا بأيام تحسيسية ودراسية اخرى لتناول موضوع السمنة في الوسط المدرسي وعبر جميع ولايات الوطن يندرج ضمن تحقيق هذا المسعى. وشدد الزروق على ان الجمعية تدعو الى ضرورة التخلي عن الوجبات الباردة في المؤسسات التربوية والتي تكون غالبا وراء توجه التلاميذ نحو مطاعم الاكل السريع، مع ما يعينه ذلك من تداعيات سلبية على صحة التلميذ. يشار الى ان هذا اليوم الدراسي عرف إلقاء محاضرات في الموضوع متبوعة بنقاش مفتوح مع اساتذة قطاع التربية واخصائيين من عدة هياكل استشفائية بالعاصمة، خلصت في مضمونها العام الى ضرورة العودة الى النظام الغذائي السليم والصحي داخل الاسرة الجزائرية، وتحفيز الاطفال على ممارسة الرياضة مع اشراك مختصي التغذية من اطباء في اعداد قوائم الوجبات على مستوى الهياكل التربوية. كما عرفت اشغال اليوم الدراسي تخصيص احد محاور النقاش لاهمية التلقيح ضد داء الحصبة والحصبة الالمانية، حيث اكدت في هذا الخصوص الدكتورة ياسف ان الاولياء ملزمون بحماية حياة اطفالهم من تداعيات الاصابة بهذه الامراض من خلال اجراء التلقيح الذي يبقى الخيار الوحيد لحماية ابنائهم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)