ترى القابلة بالمستشفى الجامعي لبني مسوس، والعاملة ضمن فريق حماية الطفولة والأمومة لمصلحة الولادة نوال محيور، أن العديد من النساء يهملن الفحوصات الطبية الروتينية منذ الولادة إلى غاية المراهقة، والتي تعدّ ضرورية لمتابعة نمو الطفل عقليا وبدنيا بطريقة سليمة.أكّدت نوال محيور التي كان ل«المساء» لقاء معها على هامش صالون الطب الذي نظم تزامنا مع معرض ذاكرة وإنجازات مؤخرا، أنّ على الأم إجراء كل الفحوصات واتباع كل الإجراءات اللازمة من الأشهر الأولى للمولود إلى حين بلوغه عمر 13 سنة، حيث تشير إلى أنّ هذه الفحوصات حتى ولو كانت بسيطة فقد تكون حيوية للنمو السليم للطفل، وذلك من خلال مراقبته ومتابعة ضمان صحته الطبيعية، وأضافت المختصة قائلة: «أصبح من المتداول أن المرأة بعد وضع جنينها تتبع فقط الفحوصات من أجل التلقيح في أشهر محددة، إلا أن هذا لا يكفي، فهناك عوارض أخرى على الأم ملاحظتها في الطفل واستشارة الطبيب في حالة وجود أي حركات أو أفعال غير عادية أو متوقعة من طرف الرضيع».
وتوضح المتحدثة، أنّ النمو الجسدي والحركي ليس إلا جانبا من جوانب نمو الطفل، فعندما يبلغ الطفل شهره الثاني، يجب أن يكون قد صار قادرا على رفع رأسه، والقيام بحركات هادئة بذراعيه ورجليه، ويجب أيضا أن يحاول الطفل في هذا السن رفع جسمه بيديه عندما يوضع على بطنه، وعند بلوغه أربعة أشهر، يجب أن يصبح قادرا على رفع رأسه وإبقائه مرفوعا من غير أي سند، كما يمكن أن يبدأَ الطفل أيضا في الدفع بِساقيه عندما تكون قدماه على سطحٍ صلب، وهذه بعض الأعراض التي لابد من مراقبتها لدى الطفل واستشارة الطبيب في حالة تأخر حدوثها، كما شدّدت أنّ عكس ذلك لا يعني بالضرورة وجود إعاقة لدى الطفل، فقد تكون مجرد تأخر، إلّا أنّ الوقاية خير من العلاج.
وتضيف متحدثتنا: «إذا شعر الأهل بالقلق تجاه نمو طفلهم الوليد أو الرضيع، فعليهم أن يستشيروا الطبيب، ومن المهم ألا يتأخروا عن ذلك، حتى يتلقى الطفل المساعدة اللازمة إذا كان في حاجة إليها، وأهم الحالات التي يجب استشارة الطبيب فيها بعد بلوغ الشهرين، أنه لا يستطيع رفع يديه إلى فمه، أو رفع رأسه وإبقائه مرفوعا عندما يوضع على بطنه، ويحاول الاستناد إلى يديه، أو في حالة أنه لا يستجيب للأصوات المرتفعة، أو لا يبتسم للناس، أو لا يتابع بنظره الأجسام المتحركة.
كما يجب أيضا التماس رأي الطبيب إذا كان الطفل غير قادرا على إبقاء رأسه مرفوعا ثابتا في شهره الرابع، ووجود مشكلة في تحريك العينين، أو واحدة منهما، في جميع الاتجاهات يعد سببا يستوجب استشارة أخصائي، أما الأعراض المقلقة في الشهر السادس -تضيف المتحدثة- فهي عدم الضحك أو إصدار أصوات تشبه الضحك أو نطق بعض أصوات الأحرف الصوتية، كما أنّه على الطفل في هذا السن الاستجابة للأصوات، وإظهار محبته لمن يعتني به، كما على الأهل استشارة الطبيب أيضا، إذا لاحظوا أنّ الطفل يجد صعوبة في رفع الأشياء التي يلتقطها إلى فمه، وإذا كان يبدي تصلبا زائدا أو رخاوة زائدة.
وتؤكّد نوال محيور، أنّ الطفل يبدأ خلال سنته الأولى بتطوير واكتساب مهارات سوف تلازمه طوال حياته. وتضيف، «الأطفال لا ينمون وفق معدل واحد، فهناك مجال واسع لما يمكن اعتباره «طبيعياً» فيما يتعلق بنمو الأطفال، تتمثل في كيفية اللعب والتعلم والكلام والأفعال، كلّها أدلة على نموه بطريقة سليمة أو لا.
إن مجالات النمو الجسدي والمعرفي واللغوي والاجتماعي، مجالات رئيسية لنمو الوليد والرضيع، كما أن معرفة متى يجب أن يبلغ الطفل محطات نمو معينة، تساعد على تحديد ما إذا كان يعاني من أية مشكلة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 14/08/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : نور الهدى بوطيبة
المصدر : www.el-massa.com