لقد استحوذ موضوع التّنمية المستدامة على اهتمام العالم كلّه من خلال القضايا المرتبطة ارتباطا وثيقا بالبّشر والبيئة ،فعُقدت من أجلها القّمم والمنتديات العالمية ، والتيّ برزت بوضوح ابتداء من مؤتمر ستوكهولم حول التّنمية البشرية عام 1972 ، ومرورا بقمّة الأرض في ريو دي جانيرو بالبّرازيل حول البيئة والتّنمية عام1992 ، كما قام رؤساء وحكومات ما يزيد عن 147 دّولة وحكومة ، في سبتمبر 2000 ، بالتّوقيع على إعلان الألفية ، وأكدّوا مجدّداً دعمهم لمبادئ التّنمية المستدامة ، ووصولا إلى قمّة جوهانسبرغ التيّ عُقدت في جنوب إفريقيا صيف عام 2002 ، حول التّنمية المستدامة ، فالملتقى العاشر للمؤتمر الإسلامي بكوالا لامبور بماليزيا حول المعرفة والحكمة عام 2003 .
فلم تعد التّنمية المستدامة -في الحقيقة - ترفاً فكرياً بل هي مطلب أساسي لتحقيق العدالة والإنصاف ، في توزيع ثمار ومكاسب التّنمية والثّروات بين الأجيال المختلفة والمتعاقبة ، لشعوب المعمورة قاطبة ، حيث أنّ تحقيق التّنمية المستدامة يتطلّب توجيه الاهتمام لا بالنّمو الاقتصادي فحسب ، وإنّما كذلك بالمسائل الاجتماعية الأخرى ، وما لم يتّم التّصدي بصورة كاملة لتحوّل المجتمع وإدارة البيئة ، إلى جانب النّمو الاقتصادي ، فإنّ النّمو في حدِّ ذاته سيتعرّض للمخاطر على الأمد البعيد ... فالوصول إلى تحقيق تنمية مستدامة فعلية في الجزائر يكمن في التّطبيق الكفء لدرجة عالية من المعرفة المنظّمة على حلِّ المشكلات الحقيقية للمجتمع باعتبار أنّ للجزائر كلَّ الإمكانات والمقوّمات التيّ تمكّنها من تحقيق أهداف التّنمية المستدامة
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/12/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - محمد الطاهر قادري - البشير جعيد
المصدر : مجلة البديل الاقتصادي Volume 1, Numéro 1, Pages 08-39 2014-06-25