الجزائر

لماذا يسعى جيل الالفية للتقاعد المبكر؟



لماذا يسعى جيل الالفية للتقاعد المبكر؟
الكثير منا قد يتعب من سنوات العمل الطويلة ويتمنى تقديم أوراق استقالته في مرحلة عمرية معينة لكن عدم الوصول للاستقلالية المادية قد يمنعنا من فعل ذلك. اليوم هناك اتجاه بين شباب جيل الألفية يقوم على فكرة التقاعد المبكر عززته فترة كورونا. تحول هذا الاتجاه إلى حركة تم تسميتها “fire” تقوم على الادخار المكثف مع محاولة مضاعفة المدخول، كل ذلك بهدف أن يستطيع الموظف ترك وظيفته بعمر الأربعين أو الخمسين. ووفق خبراء فإن التقاعد المبكر له قواعد، أو يجب أن يتم بناءً على خطة مسبقة. فالساعين للتقاعد المبكر يتوجب عليهم إدخار مبلغ ثابت من الراتب. وعندما يصل حجم المدخرات إلى 30 ضعف المصروفات السنوية عندها يمكن للمرء أن يتقاعد من عمله. وتتباين الأسباب، لكن أهمها رغبة البعض بالاستمتاع في حياته خلال فترة الشباب، دون تأجيل متعة الاستكشاف والسفر لما بعد التقاعد حيث يكون قد فقد الإنسان الشغف أو حتى الصحة للقيام بمغامرات أو سفر. وهناك آخرون يسعون للهروب من ضغوط العمل، والبعض يتقاعد لأن أسرته تحتاجه، كذلك هناك من يسعى لتحقيق حلم إنجاز مشروع خاص سواء تجاري أو غير تجاري، أو ببساطة من أجل الراحة بعد سنوات طويلة من العمل. قد تبدو الصورة التي يرسمها هؤلاء الساعون للتقاعد المبكر وردية، ولكن هناك دراسة معتمدة تحذر هؤلاء من أن التقاعد المبكر قد يسرع من التدهور المعرفي لدى الإنسان ويضر بالذاكرة. وللحديث حول هذا الموضوع يقول خبير التنمية البشرية وإعداد القادة محمد ثائر عبد الحليم، إن جيل اليوم يواجه مجموعة من الضغوطات والشعور بالخوف وانعدام الأمان، وذلك نتيجة الوضع العام والعالمي الراهن. ويضيف "قد يكتشف الأفراد عند مغادرة وظائفهم أنهم هربوا من خوف معين فقط ليجدوا أنفسهم أمام مخاوف أكبر وأكثر تحديا، مشيراً الى ان الجيل الجديد يعد ناضجاً بشكل مبكر ومتميز عن الأجيال السابقة، إذ يتمتع بكمية من المعارف تتجاوز عمره، ومع ذلك، يفتقر إلى نفس القدر من الحكمة نتيجة الظروف الحياتية الحالية وتأثير ثورة الجيل الرابع". واكمل "يُعتبر التقاعد المبكر خياراً قابلاً للنظر، إلا أنه من الأهمية بمكان التأكد من أن الشخص قادر على تعزيز وضعه المالي بما يكفل له عائداً مادياً وعلميا ملائماً طوال فترة التقاعد".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)