لماذا فشلنا في الفلاحة؟

عندما يصدر الديوان الوطني للإحصاء تقريرا يؤكد فيه تضاعف استيراد القمح هذا العام،فهذا يقودنا حتما إلى طرح سؤال جوهري يتعلق ببرنامج التجديد والدغم الفلاحين:أين نتائج هذا البرنامج الذي استهلك أموالا طائلة؟ أين صرفت هذه الأموال؟ من أخدها وكيف أخدها؟هل أجريت دراسات جدوى للمشاريع التي استفادت من الدعم أم أنها كانت عشوائية؟الدعم الفلاحي والتجديد الريفي الذي أطلقته السلطات كان يهدف إلى تقليص فاتورة الاستيراد قبل بلوغ مرحلة الاكتفاء الذاتي والانتقال فيما بعد إلى مرحلة التصدير.. لكن الظاهر أن أموال الدعم الفلاحي والتجديد الريفي وقعت بين أيدي النصابين والمحتالين…فحولت إلى غير أهدافها الحقيقية، ومن ثمة بقيت فاتورة الاستيراد في أعلى مستوياتها وغذاء الجزائريين رهين البواخر الآتية من مختلف مواني العالم،نعم تعثر برنامج الدعم الفلاحي والتجديد الريفي وتحايل صرف الأموال المخصصة له جعل البارونات تستورد الثوم من الصين والبصل وجعل طماطم أدرار وغيرها ترمى في الوديان وطماطم اسبانيا في الأسواق…بل أكثر من هذا تبقى بطاطا عين الدفلى ومعسكر دون جني لعدم وجود يد عاملة والبواخر تتجول في الأسواق ومطابخ الجزائريين في الواقع التأمل في فواتير استيراد المواد الغذائية والفلاحية، يعطي صورة دقيقة عن فشل مخطط بعث الفلاحة في الجزائر من قبل الحكومات المتعاقبة منذ عام 1999، ونقول منذ هذا التاريخ لان الأموال التي رصدت للدعم الفلاحي منذ هذا التاريخ كانت كافية لأحداث ثورة في المنظومة الفلاحية والزراعية والسوق الوطنية والإقليمية..اليوم ونحن في عمق الأزمة نتساءل هذا بإمكاننا بعث قطاع الفلاحة بعد ان فشلنا في البرامج السابقة بأغلفة مالية مقدرة بآلاف الملايير.