أوصدت مختلف قاعات العلاج بالعاصمة أبوابها، أمس، أمام المرضى بمناسبة الفاتح ماي دون ضمان الحد الأدنى من الخدمات، ما أثار استياء واستغراب المواطنين. ''لازم تمرض بالوقت في هذي البلاد''، جملة تكررت كثيرا على ألسنة من قابلناهم أمام قاعات العلاج بوسط العاصمة، التي شلت بشكل كامل البارحة بسبب غياب الحد الأدنى من الخدمات في عيد العمال، الوحيدون الذين عملوا البارحة كانوا أعوان الأمن، في حين غاب الأطباء المتخصصون والعامون، وحتى الممرضين.
توجهنا إلى قاعة العلاج ''كريم بلقاسم'' بتيليملي، بعدما تلقينا شكاوى بعدم وجود الحد الأدنى من الرعاية الصحية، وصلنا إلى القاعة التي كانت مقفلة، وهناك قابلنا ساكني العمارة المحاذية لقاعة العلاج، وقد بدوا على درجة عالية من الغضب من حالتها، التي أجمعوا على وصفها بالكارثية والمزرية. يقول معمر شاب في الثلاثينيات: ''هذه العيادة مقفلة دوما في أيام العطل الأسبوعية والعطل مدفوعة الأجر، المناوبة غائبة تماما، والسبب يعود إلى اشتغال فريقين، الأول إلى غاية منتصف النهار، والثاني إلى الرابعة مساء، لو اشتغل الفريق الأول 8 ساعات، لكان الفريق الثاني مناوبا ليلا''. وحينما سألنا معمر عن نوعية الخدمات أجاب بعصبية: ''حتى حينما تفتح هذه القاعة، فهي تبقى رديئة، حتى الكراسي غير متوفرة، أضف إلى ذلك أن بعض الأطباء يسيئون معاملة المرضى''، وهو الأمر الذي أكده ''محمد'' كهل في الخمسينيات بالقول: ''حتى الخدمات الاستعجالية منعدمة، تصور أنك تأتي في وضع حرج ليطلبوا منك العودة في الغد، هناك أناس يأتون في ساعات مبكرة من النهار وينتظرون لساعات قبل أن تفتح العيادة ليواجهوا برفض الاستقبال، منظر مفزع أن ترى أشخاص يعانون من كسور أو حروق بليغة أو جروح، وهم يتألمون دون أن يجدوا أدنى درجة من الرعاية''.
الأمر اختلف قليلا بقاعة العلاج ''خرموش ارزقي''، وإن كانت هي أيضا غائبة عن العمل في أيام العطل، يقول ''مصطفى'' كهل في الأربعينيات القاطن بنفس العمارة التي تقع بها القاعة: ''إن الأمر يختلف هنا عن بقية قاعات العلاج، هذه القاعة لا تشتغل 77و 2424مثل قاعة العلاج بالأبيار مثلا، قاعة ''خرموش أرزقي'' تشتغل بالمواعيد، وبالتالي ليس من المفترض أن تكون مفتوحة على الدوام، الحقيقة نوعية الخدمة المقدمة هنا مرضية، والقاعة مقصودة من كامل الولايات''.
في ''ميسونيي'' لم يختلف الأمر كثيرا، قاعة العلاج ''لوناس معمر'' مقفلة كذلك، ويبدو أن ساكني الحي قد تعودوا على الوضع، فقد أبدوا عدم اكتراثهم بالوضع، قابلنا شابين من مشجعي فريق ''شباب بلوزداد'' كانا على متن دراجة نارية، توقفا ظنا منهما أننا بصدد إعداد موضوع عن الفريق، وحينما علما بأمر العيادة انصرفا مستائين.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/05/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : يوسف بعلوج
المصدر : www.djazairnews.info