للبيت رب يحميه يا عرب

صار المسجد الأقصى مستباحا للصهاينة، ولا يصدهم عن ذلك سوى سواعد المقدسيين العارية التي تواجه الرصاص والقنابل الصوتية والمسيلة للدموع، و بالأحذية أو الكراسي وأي شيء تقع عليه الأيدي، وحول بيت المقدس أعراب يتفرجون ولا يفهمون، وبعضهم يقوم بزيارة الكيان الصهيوني في الوقت الذي يسعى هذا الكيان ببرودة أعصاب وبهدوء لتحطيم بيت المقدس من خلال الحفريات التي تجري تحته، وهكذا يكتمل مشوار تسليم الأقصى بمباركة عربية، وتوقيع شهادة خرابه بأيدي الأمراء العرب، ولا يهم بعدها أن صار مسجد المسلمين مكانا لهيكل سليمان المزعوم، أمام بصر وسمع الحكومات العربية التي تتفرج وتنتظر أن تأتي الطير الأبابيل من المشرق أو المغرب لتمطر المغتصب حجارة من سجيل، وللبيت رب يحميه ، الكل غافل فلا الحكومات العربية تهتم ولا حتى الشعوب التي جرفتها الأحداث يهتمون بمستقبل أولى القبلتين وثالث الحرمين، من يدري قد يكون جميعنا دخلته قناعة انتظار الطير الأبابيل التي تمطر المعتدين حجارة من سجيل ، لكن المسجد يستباح وما أتى سوى الزرزور ليقضي على غلة الزيتون العربي، ويملأ عواصمنا بفضلاته، يرفقه الجراد الذي يتأهب في عدة سواحل صحراوية عربية ليأتي بدوره على الأخضر واليابس، وإن كان هذا هو وضعنا كعرب، الرضا بما نحن فيه والصمت على ضياع مصلى الأنبياء جميعا ، فالأكيد أن الطير الأبابيل لن تتأخر كثيرا ، حاملة معها حجارة من سجيل ، لكنها بالتأكيد لن تمطرها على شعب الدولة اللقيطة، بل ستمطرها على رؤوس الشعوب و الحكومات العربية التي اجتمعت حول المسلسلات المكسيكية والتركية وذرفت على أبطالها المدامع السخية وأعطت ظهرها لبيت المقدس، وبالتأكيد للبيت رب يحميه يا عرب.