كشفت مصادر حسنة الاطلاع أن إدارات بعض المستشفيات بدأت تستقبل ملفات رؤساء المصالح للحصول على رتبة ''أستاذ مميز''، وهي أعلى رتبة في السلك الطبي. غير أن مؤهلات
هؤلاء لا تسمح لهم بالحصول على هذه الرتبة، التي تم استحداثها تحت
ضغط نقابة رؤساء المصالح سنة .2008
بدأت إدارات الكثير من المستشفيات في تلقي ملفات ترشح الاستشفائيين الجامعيين للحصول على رتبة أستاذ مميز ، غير أن شروط الحصول على الرتبة لا تتوفر في الأغلبية الساحقة منها. وقالت مصادرنا إن هذه الرتبة تم استحداثها سنة 2008 في القانون الأساسي للأستاذ الباحث الاستشفائي، تحت ضغط النقابة. وفي المرسوم التنفيذي الذي نشر شهر أكتوبر 2010 أقر أن الحصول على رتبة أستاذ مميز بالنسبة للاستشفائيين الجامعيين يعني رفع الأجر بـ50 بالمائة .
وبداية إيداع ملفات الترشح جاءت بعد اتفاق بين ممثلي رؤساء المصالح ووزير الصحة، الذي وافق على مطالبهم. واهتدى رؤساء المصالح إلى طريقة تبعد عنهم انتقادات البحث عن رفع الأجور، في الوقت الذي بلغت رواتبهم الشهرية مستوى غير مسبوق ـ حوالي 30 مليون سنتيم ـ إذ أن الحصول على رتبة أستاذ مميز ، بكل ما تقدمه من امتيازات في الأجور، تعني أن الزيادة التي سيستفيد منها هؤلاء ستفوق 15 مليون سنتيم، والراتب يرتفع إلى 45 مليون سنتيم. وتضمن الاتفاق، أيضا، تعطيل الوزارة للقانون الأساسي للممارسين الأخصائيين، لما يمثله من تهديد لمناصب ومواقع رؤساء المصالح. وفيما تعلق برتبة أستاذ مميز، فإن الحصول عليها يستوجب على المترشح توفير عدة مقاييس، وفي هذا الصدد قالت مصادرنا إن كان عامل الأقدمية في المنصب متوفرا لدى كل رؤساء المصالح، لسيطرتهم عليها منذ عشريات بالنسبة للكثير، فإن بعض المواصفات العلمية غير متوفرة في الأغلبية منهم، من بينها ضرورة أن يكون المترشح قد نشر أبحاثا في دوريات ومجلات علمية، وليس طبعا أي نشريات، فلا بد أن تكون هذه الأبحاث قد اطلعت عليها لجان قراءة، وللأسف هذا الشرط لا يتوفر في الجميع. ويوجد في خانة الشروط أيضا منتوج بيداغوجي هام، وهذا ما لا يتوفر أيضا في أغلبية رؤساء المصالح والأساتذة الباحثين الاستشفائيين، الذين يقضون جل وقتهم في المشاركة في مؤتمرات دولية ممولة من قبل مخابر أجنبية، لا هدف لها سوى تسويق الدواء في الجزائر، وهذا يتم عبر تقديم هدايا وجولات سياحية لهؤلاء . وعلقت مصادر أخرى في الوقت الذي تتخبط فيه المستشفيات في مشاكل عديدة، منها تردي الخدمات التي يتحمل رؤساء المصالح نسبة كبيرة من المسؤولية فيها، لم يجد هؤلاء أحسن من المطالبة بالحصول على رتبة أستاذ مميز، التي هي في الأصل رتبة تشريفية في أغلب الدول، غير أنها تحولت إلى رتبة لتحقيق مآرب في الجزائر، مع الإشارة إلى أن أقلية فقط تستحق فعلا الحصول على هذه الرتبة .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/10/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: فاروق غدير
المصدر : www.elkhabar.com