كشف الدكتور أحمد بوداني بأنّ 33 بالمائة من أنواع السرطانات المسجلة وسط الرجال، سببها التدخين، وهو ما ينطبق على نسبة 10 بالمائة من النساء المصابات بالسرطان، مؤكدا في نفس السياق أنّ 90 بالمائة من الحالات المصابة بسرطان الرئة تقف وراءها السيجارة. علما أنّه تم تسجيل 5 ملايين مدخن في الجزائر، منهم نساء عددهن في تزايد مستمر.
وأضاف الدكتور خلال لقاء نظمه المرصد الجزائري للمرأة حول التدخين والمخدرات تزامنا مع اليوم الوطني للطالب بكلية الإعلام والاتصال، أنّه على الرغم من علم الكثيرين بأضرار السيجارة على الصحة، والمتأتية من كونها تحتوي 40 مادة سامة تعد مسرطنة في معظمها، إلاّ أنّ البحث عن اللذة، الاستقلالية، الانبساط والحرية الشخصية يولد رغبة نفسية في التدخين، الّذي يساعد فعلا على التركيز ويجلب راحة سرعان ما تنقلب على صاحبها. ففي الوقت الذي يستهلك فيه سكان العالم 100 مليار سيجارة سنويا، يترصد الموت المبكر بشخص من كل شخصين بسبب السيجارة التي تقلل من حياة الشخص، حيث يبقى التبغ من أولى أسباب الموت الّتي يمكن تفاديها. تبعا للمصدر الّذي يؤكد في نفس الإطار بأنّ 5 ملايين من البشر يموتون سنويا بسبب التدخين، 50 بالمائة منهم تتراوح أعمارهم ما بين 18 و28 سنة.
وأوضح الطبيب بوداني للطلبة الحاضرين أنّ التدخين أوّل عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية والسرطانات، إضافة إلى مساهمته في فقدان سبع سنوات من مدى الحياة وتبذير المال.
ومن جانبه، ذكر طبيب أمراض الرئة بمستشفى بني مسوس، حبيب دواقي، أنّ المستشفى يسجل عدة حالات من الشباب الّذين يموتون جراء التدخين، حيث تظهر نتائج الدراسات في هذا الصدد بأنّه من ضمن كل 10 حالات مصابة بالسرطان، توجد تسع حالات مصابة بسرطان الرئة.
كما قال المتحدث بأنّ السيجارة هي السبب الكامن وراء تسجيل 74 بالمائة من حالات سرطان الفم، و50 بالمائة من سرطان المثانة، و38 بالمائة من سرطان البنكرياس. في الوقت الذي تقف وراء تسجيل 6 بالمائة من حالات سرطان عنق الرحم عند المرأة. لافتا الزيادة الملحوظة في نسبة النساء المدخنات، والتي توشك على الاقتراب من نسبة الرجال. وهو ما يشكل خطرا حقيقيا بالنظر إلى المخاطر الناجمة عن ذلك، والتي ليس أقلها تراجع الخصوبة، تشوه الجنين والتعرض للإجهاض.
وعن رأي الدين بخصوص مسألة التدخين، ذكر الأستاذ بدر الدين بن بوزيد، مختص في علوم الشريعة الإسلامية بجامعة تيزي وزو، أنّه لا يوجد في القرآن الكريم نص صريح يحرم التدخين، كما هو الحال في السنة النبوية، باعتبار أنّ الظاهرة لم تكن موجودة عند ظهور الإسلام، غير أنّ العلماء حرموا هذه الآفة استنادا إلى الأحكام العامة الواردة في القرآن الكريم، مستدلين في ذلك بتحريم القرآن لكل ما يندرج في قائمة الخبائث على غرار الخمر، وكذا كل ما يضر الناس، بناء على قوله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة).
فالدراسات الطبية أثبتت الضرر الناجم عن التدخين من أمراض وموت مبكر. في الوقت الّذي أبرز فيه خبراء عالم الاقتصاد الأضرار المادية التي تتمثل في ملايير تنفقها صناديق التأمين الاجتماعي سنويا لتعويض المدخنين والأشخاص المعرضين للتدخين السلبي على حد سواء، حيث أنّ هذا الإسراف يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي.
وأضاف الأستاذ الجامعي أن تحريم العلماء جاء أيضا استنادا إلى الضرر الذي يمكن أن يلحقه التدخين بالآخرين، إذ تبين الأرقام بأنّ 600 ألف شخص في العالم يموتون سنويا جراء التدخين السلبي.
وبخصوص موضوع المخدرات أشار الدكتور محمد عبيدات إلى أنّ السيجارة تشكل غالبا المدخل الرئيسي للإدمان على المخدرات، حيث أنّ 95 بالمائة من مدمني المخدرات بدأوا بتدخين السجائر قبل تجريب المخدرات، وفقا لما توصلت إليه العديد من الدراسات الحديثة. لافتا إلى أنّ العديد من الناس يتوجهون نحو تعاطي السموم تحت تأثير الأفكار المغلوطة التي تروج لها بوصفها مصدرا للقوة.
وتتسبب المخدرات أيضا في التبعية والإصابة بالعديد من الأمراض، لاسيما المتنقلة منها. بالإضافة إلى الانحراف الذي تسببه للمدمن، والذي يتمثل عادة في السرقة، الدعارة والمخدرات. مثلما قال الدكتور عبيدات، مضيفا أنّ علاج المدمنين يتطلب تكفلا نفسيا ومتابعة طبية قد تستغرق 10 أسابيع عندما يتعلق الأمر بمدمني الهيروين-.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/05/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ن أ
المصدر : www.el-massa.com