أكد الوزير الأول عبد المالك سلال أنه حان الوقت لإفريقيا كي تفرض نفسها على الساحة الدولية «كمجموعة قوية وحيوية لايمكن تجاوزها سياسيا واقتصاديا». وشدد على أن المنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال الذي تحتضنه الجزائر إلى غاية 5 ديسمبر، «ليس تظاهرة سياسية أو منتدى اقتصادي جزائريا-إفريقيا، وإنما هو اجتماع لرجال أعمال في إحدى العواصم الإفريقية للوصول إلى خلق الثروة لصالح الأفارقة». واعتبر أنه على إفريقيا اليوم الاعتماد على ذاتها والابتعاد عن البروتوكولات والأحكام المسبقة، وعدم انتظار دعم مجموعات دولية أخرى.وأعلن السيد سلال لدى افتتاحه أمس أشغال المنتدى بحضور أكثر من 1000 رجل أعمال إفريقي حسبما أعلنه المنظمون - عن موافقة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة على رعايته السامية هذه التظاهرة الاقتصادية الأولى من نوعها، قائلا إن الرئيس «يشجعكم ويشجع عملكم من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والاندماج القاري».الوزير الأول الذي ضمن خطابه العديد من القضايا الجوهرية المتعلقة بمستقبل القارة الإفريقية، وحين دعوته إلى ضرورة أن تصبح إفريقيا قوة تفرض نفسها عالميا، لم يغفل الإشارة إلى بعض النقائص التي «تكلف الاقتصاد الافريقي غاليا وتضر بإنتاجيته»، وهو ما جعله يطالب بجعل اقتصادها «أكثر مقاومة والحفاظ على نمو قوي ومواصلة الجهد لمحاربة الفقر وبلوغ أهداف الألفية».وإذا أرادت إفريقيا أن تحدث قفزة نوعية، فإن الوزير الأول يصر على ضرورة «استغلال فرصها الذاتية للنمو، والابتعاد عن الأفكار المسبقة التي ترى قارتنا خزانا للموارد الأولية فقط».فإفريقيا اليوم «بدأت مسيرتها وستحدد في كثير من المجالات معالم عالم الغد بما لها من قدرات بشرية طبيعية واستراتيجية»، كما قال، مضيفا أن «إفريقيا اليوم هي قارة المستقبل والفرص»، لأنها «حقيقة التاريخ».واعتبر السيد سلال أن الأمراض الإفريقية بما فيها «الإرهاب والهجرة والفقر» لايمكن معالجتها إلا بالقضاء على جذورها، وإن ذلك لن يتم إلا ب«التنمية الاجتماعية والاقتصادية بهذه الأرض...مهد الانسانية والحضارة». ولم يتردد في اعتبار أن ذلك من واجب الأفارقة الذين ليس عليهم انتظار الدعم من الخارج، و«ذلك أحد أهداف المنتدى».هذا الأخير عده سلال، «فرصة ثمينة» للحوار والتشاور بغرض العمل المثمر والمتواصل بين مختلف المتعاملين.هؤلاء وحدهم بإمكانهم حل أحد أهم «أسباب ضعفنا»، ويتعلق الأمر حسب الوزير الأول - بضعف التجارة البينية التي لاتشكل حسب الأرقام التي أعطاها سوى 12 بالمائة من إجمالي المبادلات التجارية للقارة، في حين تصل النسبة إلى 40 بالمائة في أمريكا الشمالية و60 بالمائة في أوروبا. أكثر من ذلك، فإن سلال أشار إلى أن 80 بالمائة من صادرات القارة تتجه نحو الخارج، يضاف إليها «قواعد تجارية معقدة وبنى تحتية قديمة». وهو ما يتطلب إذا «توحيد وتبسيط قواعد التجارة وتطوير البنى التحتية» التي تعد من أولويات «النيباد».وبالنسبة للجزائر، فإن سلال اعتبر أنها تساهم في بناء هذه البنية من خلال مشاريع كبرى، أبرز منها مشروع ميناء الوسط، والطريق الرابط بين الجزائر ولاغوس. كما تحدث عن التطور الهام الذي أحرزته الجزائر في مجال التغطية بالطاقة والمياه والهاتف والتي أصبحت تفوق 95 بالمائة، مشيرا إلى أن الجزائر «تطمح لتقاسم تجربتها وعروضها التجارية في القارة في هذه المجالات».وعودة إلى الموارد الأولية، فإن الوزير الأول شدد على أنه حتى في حال ارتفاع أسعارها في السوق الدولية، فإنه لايمكنها أن تكفي مستقبلا لتمويل تنمية إفريقيا، التي يراها أكثر في تحقيق «شراكات مربحة» وتطوير القدرات المقاولاتية للقارة.وإذ اعترف بأن التحديات الراهنة «كبيرة ومصيرية للجميع»، فإنه أكد دعم الجزائر لتجسيدها ومرافقتها، داعيا الأفارقة لأن يكونوا في مستوى تطلعات شعوبهم...وهي الرسالة التي تريد إيصالها والتي تمنى أن تكون «وصلت للجميع».يجب البحث عن شراكات على المستوى الدولي وتمويلات أجنبيةوحث الوزير الأول عبد المالك سلال المتعاملين الجزائريين على البحث عن شراكات على المستوى الدولي وكذا عن تمويلات أجنبية، خلال تدشينه لصالون المنتوج الوطني، قبيل انطلاق أشغال المنتدى الإفريقي للاستثمارات والأعمال. ودعا العارضين إلى التطلع إلى نشاطات اقتصادية من غير التصدير.وقال «لا يجب الاكتفاء فقط بالصادرات. تمركزوا في بلدان أخرى وابحثوا عن تمويلات أجنبية»، مشيرا إلى أن هذا المنتدى فرصة لخلق شراكات مع البلدان الإفريقية.ولدى حديثه إلى المنتجين الوطنيين في مجال الصناعات الغذائية، شدد على ضرورة إطلاق شراكات في إفريقيا عبر استثمارات جزائرية في وحدات الانتاج. وطمأن بأن السلطات العمومية تشجع المتعاملين في مجال الطاقة المتجددة من أجل مضاعفة إنتاجها. وأبرز الوزير الأول متوجها إلى المتعاملين الاقتصاديين بأن «الجزائر انتقلت إلى مرحلة يجب عليها أن تتأقلم معها».وبدلا من استيراد المادة الأولية، عليكم ضمان نشاط التحويل في الخارج تموقعوا في الخارج من أجل الحصول على قيمة مضافة هنا (بالجزائر) وفي الخارج» كما أضاف. وشارك في هذا المعرض نحو 200 عارض ينشط في مختلف المجالات خاصة الصناعات الغذائية والصناعات (الكيميائية، الصيدلانية، الميكانيكية الإسمنت......) والطاقة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/12/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حنان حيمر
المصدر : www.el-massa.com