الجزائر

لعنة الإصابات و«الرقية» الجزائريّة



لعنة الإصابات و«الرقية» الجزائريّة
كم هي متعبة مهنة التدريب، سيّما عندما يتعلق الأمر بمدرب المنتخب الجزائري، الذي لا ينام هنيئا كلما حل موعد المنافسة في مختلف الميادين الأوروبية بسبب لعنة الإصابات التي أضحت تلاحق كل لاعب يستدعى للمنتخب أو يفكر حاليلوزيتش في ضمه إلى تعداده.
فبعدما ظل البوسني ينتظر شفاء يبدة، بوڤرة، حليش وغزال لشهور دون جدوى امتدت لعنة الإصابات إلى العناصر البديلة، وعقب فتحي حاراك جاء الدور أول أمس على جمال عبدون الذي كان ينتظر بفارغ الصبر الفرصة كي يعود لحمل ألوان المنتخب خاصة وأنه في لياقة عالية منذ بداية الموسم مع فريقه أولمبياكوس.
وليست هذه المرة الأولى التي يجد فيها مدرب المنتخب الوطني نفسه في ورطة وليس حاليلوزيتش هو الوحيد الذي عانى من هذا المشكل، إذ يتذكر الجميع ما حدث للخضر أسبوعا قبل موعد القاهرة ضد مصر وكيف وجد سعدان نفسه في أزمة حقيقية بمركز «كوفيرتشاينو»، وهي نفس المشكلة التي صادفها في كأس إفريقيا بعدما تنقل عنتر يحيى ومغني وهما مصابان إلى أنغولا، كما عاش بن شيخة نفس الهاجس ووقع له ما لم يقع للآخرين بعدما أعلن زياني انسحابه من لقاء المغرب بسبب الإصابة في فترة تسخين العضلات بعنابة.
وذهب أفراد في المنتخب الوطني بعيدا في السنوات الفارطة لمواجهة لعنة الإصابات، فقد يتذكر الجميع لجوء رئيس «الفاف» إلى راق من غرب البلاد وضمه إلى الطاقم الطبي لعلا وعسى يستخدم هذا الشخص «طُرقه» في معالجة رفقاء مطمور ويطارد هذه اللعنة، قبل أن يكتشف الكل بأن الراقي ما هو سوى مشعوذ ولم تفلح أساليبه الغامضة في شفاء لاعبينا.
صحيح أن كل مدربي المنتخبات يشكون مشكل الإصابات بفعل حجم المنافسة الكبيرة في أوروبا، غير أننا في الجزائر نشتكي أكثر من غيرنا من هذا الهاجس ليس لأننا مضرورون أكثر من الآخرين، بل لأننا نملك عددا قليلا من اللاعبين الأكفاء وبالتالي إصابة واحد أو اثنين يدفعنا لدق ناقوس الخطر.
ففي المنتخبات الأخرى يجد المدربون الحلول بسرعة لأن قوائمهم الموسعة تضم حلين أو ثلاثة في كل منصب لكن في الجزائر المشكل هو قلة البدلاء وقضية مبولحي خير دليل على ذلك، فقد فضل حاليلوزيتش توظيفه في كل مرة وهو بدون فريق لأنه لا يثق في الاحتياطيين.
ولا يزال الفضوليون من محبي الخضر عبر «الفايس بوك» يطالبون «برقية صحيحة» لتشكيلة حاليلوزيتش، لأنهم لا يملكون الحلول، في محاولة للهروب من الواقع الجزائري الذي جعل منتخبنا وعلى مدار سنوات رهين ما تجود به عليه المدارس الفرنسية، لأن بطولتنا المسكينة عاقر ولا تلد لاعبين موهوبين أو جاهزين مثلما كان في الثمانينات، أين عرف خالف وزوبا ثم سعدان وروغوف كيف يجدون حلا للخضر بعد إصابة العملاق لخضر بلومي، ثم رابح ماجر وقبلهما صالح عصاد في تلك الفترة، كانت أسماء لتلمساني وياحي وبويش ومناد وغيرها قادرة على رفع التحدي، في تلك الفترة كانت فرقنا تعمل لصالح المنتخب بعيدا عن البزنسة الكروية الحالية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)