يعد وزير الخارجية رمطان لعمامرة الوزير الأقل انتقادا من قبل الجزائريين، الذين لطالما حرصوا على متابعة أداء الوزراء والسياسيين عموما، بعدما نجح في كسب رضاهم من خلال الدفع القوي الذي أعطاه للدبلوماسية الجزائرية التي غابت عن الساحة الدولية لسنوات طويلة، حتى أصبحت مواقفها يحتذى بها على الصعيدين العربي والعالمي، ومساعيها في خدمة القضايا الإقليمية والدولية وحل الازمات تملك صدى كبير، ما يؤكد جليا ما أشار إليه دبلوماسيون سابقون وقت تعيينه وزيرا للخارجية، أين اتفق الجميع على انه الرجل الأقدر على ممارسة هذه المهام.يقود لعمامرة قطار الدبلوماسية في وقت حساس جدا بالنظر إلى التطورات التي تشهدها القارة السمراء والعالم بأسره، وأثبت عن جدارة كفاءته في تسيير عدد من الملفات الثقيلة، مستعينا بحنكته التي اكتسبها من خلال تجربته في السلك الدبلوماسي، كامين عام في وزارة الخارجية، سفير ومبعوث للأمم المتحدة، ورئيسا لمجلس السلم والأمن الإفريقي، والتي أكسبته مكانة خاصة بين الدول خصوصا منها الإفريقية، حيث لعب دورا هاما في خدمة القضايا العادلة على المستوى الإقليمي والدولي، وفي حل عدد من النزاعات في القارة الأفريقية، ولا تزال جهوده متواصلة في حل الأزمة المالية، التي قاد فيها فريق الوساطة الدولي، وصولا إلى التوقيع على اتفاق السلام، بينما يناضل لإنهاء الأزمة الليبية من خلال تقريب وجهات النظر بين الفرقاء، وهو الذي لعب دورا محوريا في الأزمة حتى قبل مقتل الرئيس السابق معمر القذافي، وسوّق للمبدأ الجزائري القاضي بعدم السماح بأي تدخل عسكري في ليبيا، كما يحرص على مساعدة تونس على تخطي وضعها، وساعده على ذلك المامه بالملفات الأمنية الحساسة، كالمرتزقة والتسلح، إصلاح الأمم المتحدة، السلاح النووي، الحكم الرشيد، وقضية الصحراء الغربية، وعلاقاته المتينة مع رؤساء عدد كبير من الدول.وبادر الوزير، إلى إيصال صوت الجزائر إلى جميع بقاع العالم، من خلال إدلائه بمواقفه من مختلف القضايا، ورده على الهجمات المتكررة في حق الجزائر خصوصا من قبل الجارة الغربية، والتي أثلجت في مجملها صدور الجزائريين، الذين لطالما وصفوا الدبلوماسية الجزائرية بالنائمة قبل تعيينه، وجعلتهم يثقون مجددا في المبادئ والمواقف الوطنية، فبينما يتعرض وزراء آخرون الى انتقادات لاذعة من حين إلى آخر، يتلقى لعمامرة اشادة من قبل الأغلبية.ولعل الانتقاد الوحيد الذي صدر في حقه، والذي تناولته وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، كان بسبب مشاركته في المسيرة العالمية ضد الارهاب في باريس، والتي جاءت تنديدا بالهجوم على مجلة شارلي ايبدو، والتي اكد أن مشاركته جاءت بناءا على علاقات دبلوماسية بين البلدين وتعبيرا عن رفض الجزائر لجميع أشكال الإرهاب، الا انه سرعان ما تدارك الوضع عندما رد رسميا على الرسومات الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم التي نشرتها المجلة واعتبرها "غير مسؤولة" داعيا إلى التصدي الى مثل هذه الهجمات وعبر صريحا "المساس بالرسول الكريم مرفوض".ويمثل رمطان لعمامرة المرشح الأقوى لشغل منصب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي المقبل، بالنظر إلى مسيرته الحافلة وحنكته وخبرته، إضافة الى وضعه إفريقيا على رأس أولوياته، بعدما حرص على تجديد علاقة الجزائر بجل الدول الإفريقية، وإعطائها دورا محوريا في المنطقة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/03/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : هدى مبارك
المصدر : www.elbilad.net