الجزائر

لعضوية المجلس الشعبي البلدي



لعضوية المجلس الشعبي البلدي
تعد السيدة جيراني ماما، أول امرأة منتخبة في الجزائر وذلك سنة 1967 لعضوية المجلس الشعبي لبلدية تسابيت بولاية أدرار، حسبما صرحت به ذات المنتخبة. وأشارت السيدة ماما لوكالة الأنباء الجزائرية التي ولدت في جوان 1941، إلى أنها لا تزال تستحضر إلى حد اليوم ذلك الشعور القوي الذي انتابها تلك اللحظة، والممزوج بين الفخر والارتباك نظرا للطبيعة العرفية للمجتمع عند اختيارها لعضوية المجلس الشعبي لبلدية تسابيت، ممثلة عن سكان منطقة بودة التي كانت تابعة لهذا المجلس في تلك الفترة قبل أن ترتقي بعدها بودة إلى بلدية قائمة بذاتها. وأضافت السيد جيراني ماما أن ما حفزها على الاستجابة لهذا الاختيار وقبول هذا المنصب التمثيلي بالمجلس الشعبي البلدي الذي كانت عهدته لا تتجاوز عامين في تلك الحقبة هو تحمسها الكبير وعزيمتها المتوقدة للمساهمة في مسيرة البناء والتشييد في الجزائر المستقلة، بعدما عايشت ما كابده الشعب الجزائري من حرمان جراء ويلات الاستعمار الفرنسي الذي ذاقت مرارته و قساوته في ريعان شبابها بمسقط رأسها بولاية وهران، عندما اختارت مزاولة تكوينها في الشبه طبي لكفالة والدتها بعد وفاة والدها، ورغبتها في مساعدة الثوار الذين كانوا يتطلعون لاستكمال دراستها للمساهمة باختصاصها في الكفاح. وحملتها هذه الإرادة الفولاذية التي استلهمتها من ماضيها النضالي على تحمل أعباء الجمع بين هذا المنصب ومزاولة نشاطها التعليمي كمدرسة للغة الفرنسية، حيث وزعت مهامها بين امرأة منتخبة بالمجلس الشعبي في الفترة الصباحية ومربية بالمؤسسة التربوية في الفترة المسائية رغم الظروف الصعبة التي ميزت هذه المنطقة آنذاك جراء صعوبة التنقل لمسافات طويلة يوميا في مسالك غير معبدة وعلى مسافة تزيد عن 60 كلم بين بودة وتسابيت في ظل عدم توفر سوى مركبة وحيدة للتنقل كان يمتلكها أحد السكان. وقد تحلت جيراني بإرادة قوية في التوفي بين مهامها كمنتخبة ودورها العائلي رغم الظروف والصعوبات التي اعترضتها، حيث تمكنت من ممارسة مهامها كمنتخبة بالمجلس الشعبي لبلدية تسابيت الذي تولت أيضا رئاسته بالنيابة في تلك الفترة التي كانت فيها البلدية تابعة لأدرار ضمن إقليم ولاية الساورة آنذاك حيث كانت تشمل ولايتي أدرار وبشار من جهة، والتعليم المدرسي والتزامات الأسرة في ظل الصعوبات الجغرافية للتنقل، من جهة أخرى. إلا أن السيدة ماما اكتفت بقضاء مدة سنة ونصف بالمجلس حتى تتفرغ لشؤون الأسرة والبيت ومواصلة التدريس بمنطقة بودة، والذي بدأته منذ 1965 وتقاعدت منه إلى نهاية سنة 1997، غير أنها استمرت في نضالها الجماهيري القاعدي من خلال التحاقها في ذلك الوقت بالإتحاد الوطني للنساء الجزائريات بأدرار. وأعربت السيدة جيراني ماما بالمناسبة عن امتنانها الكبير وغبطتها العارمة بالتكريم غير المنتظر الذي حظيت به من طرف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، مشيرة الى أن عملها و نشاطها المضنى كان خالصا لوجه الله تعالى وفداء للوطن الحبيب الذي ضحى من أجله الملايين. ولم تفوت ماما فرصة الإشارة إلى لموعد الانتخابي المرتقب لاختيار المجالس الشعبية المحلية لتوجه رسالة إلى المواطنين تحثهم فيها على ضرورة التحلي بروح أداء الواجب الوطني وتغليب المصلحة العامة و جعلها فوق كل اعتبار اقتداء بمن ضحوا بالغالي والنفيس من أجل أن تحيا الجزائر مستقلة مزدهرة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)