الجزائر

لعبة الابتزاز



التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية المغربي حول الجولة الخامسة المرتقبة من المفاوضات مع جبهة البوليساريو يبدو أنها بدأت من الآن تهدد مستقبل هذه المفاوضات، فقد عاد إلى التأكيد على مشروع الحكم الذاتي كإطار للحل، وأكثر من هذا قال إن الرباط غير مستعدة لجولة أخرى من حوار "الطرشان" كما سماه.
هذه إشارات غير جيدة على نوايا المغرب، فهناك إصرار واضح على اعتبار مشروع الحكم الذاتي الإطار الوحيد للحل، والأخطر من هذا هو أن الرباط لا تهتم بمصير المفاوضات ولا بموقف جبهة البوليساريو، ولعل هذا يعكس مدى ثقة الطرف المغربي بالدعم الذي تقدمه بعض الدول الكبرى، واستخفافه بتقارير المنظمات غير الحكومية وحتى التقرير الأخير الذي صدر عن البرلمان الأوروبي والذي يوجه اتهامات خطيرة للمغرب بشأن انتهاكه لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية، وليس غريبا أن تتزامن تصريحات وزير الخارجية المغربي مع نشر جريدة البايس الإسبانية لمقاطع من تقرير البرلمان الأوروبي، وكأن الوزير المغربي يقول إن ما يهم هو رأي الدول الكبرى وأن البرلمان الأوروبي لا يقدم ولا يؤخر.
في مقابل هذا الموقف جدّد وزير الخارجية الصحراوي رفض البوليساريو لمشروع الحكم الذاتي، واعتبر تصريحات الوزير المغربي غير مساعدة على بناء أجواء الثقة التي تحتاجها المفاوضات، وأكثر من هذا فإن البوليساريو عبّرت في أكثر من مناسبة أنها غير مستعدة لمواصلة مفاوضات بدون أفق أو هدف واضح، وهذا يعني بكل بساطة أنها متجهة نحو فشل حتمي.
الرباط جددت تلميحاتها باتجاه الجزائر وكأنها تؤكد بأن هدفها الأول هو إعادة فتح الحدود وليس تنقية الأجواء بشكل شامل على المستوى الثنائية وفي المنطقة ككل، وهذا يعني بكل وضوح أن الرباط لم تتقدم خطوة واحدة إلى الأمام وأن الحل لن يأتي غدا، فلعبة الابتزاز التي تعوّدت الرباط على لعبها عشية كل جولة مفاوضات لن تغيّر في شيء من إصرار الصحراويين على انتزاع حقهم المشروع.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)