الجزائر

لسنا في حاجة إلى سوبر مان!!؟ الجدير بالذكر



لسنا في حاجة إلى سوبر مان!!؟                                    الجدير بالذكر
مما لا شك فيه أن المواطن البسيط يشعر بالارتياح عندما يستأنس من ممثليه في المجالس المنتخبة المختلفة محلية كانت أم وطنية اهتماما بانشغالاته ومحاولات جادة منهم لحل مشاكله وتبني قضاياه بجدية... ومن البديهي أن يعجب هذا المواطن بكل منتخب يسعى إلى تحقيق جزء مما وعد به أثناء حملته الانتخابية، خاصة إذا وافق هذا الوعد هوى في نفسه... فالجزائريون على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم وتعدد انتماءاتهم السياسية والفكرية، أصبحوا من أزهد الأقوام في الانتخابات وأقلهم إقبالا على صناديق الاقتراعات وأكثرهم انسحابا من الحياة السياسية، وهذا نظرا لما لمسوه من ”خيانة” لأصواتهم وتلاعب بها من جهة، ونظرا لإخلاف الوعود وعدم تطبيق البرامج من طرف الذين فازوا بهذه الانتخابات أو تلك من جهة أخرى. لكن الأمر الجميل الذي يبشر بخير في حياتنا السياسية، أن مستوى الوعد لدى المواطنين قد تطور وأصبح من غير الممكن اللعب عليهم أو إيهامهم بجنات زائفة وجمهوريات فاضلة... كما أصبح المواطنون يفرقون جيدا بين من يريد الصالح العام ويسعى إليه بالوسائل المشروعة وبين من يدعي ذلك.
قضية عضو مجلس الأمة عن ولاية غليزان، السيناتور عبد القادر زروقي، مع ما يسميه ملفات الفضائح بولايته لا تخرج عن الطرح الذي أشرنا إليه سابقا، فبقدر تقدير المواطنين لهذا الموقف ”البطولي” الشجاع، بقدر استيائهم من الطريقة الاستعراضية التي ظهرت بها هذه القضية التي كان من المفروض أن تعالج في أروقة العدالة دون إشهار أو تشهير قد يسيء للعملية وقد يطمس الحقائق أو يشوهها، وقد تنعكس سلبا على حياة ”مفجرها” وهو ما حدث فعلا.. المواطنون لا ينتظرون من المنتخب الذي وضعوا فيه ثقتهم أن يكون ”سوبرمان” أو عنترة بن شداد زمانه أو شخصا خارقا للعادة، بل يريدونه مخلصا لهم وفيا بالتزاماته تجاههم دون إفراط أو تفريط، ودون أي تهويل أثناء أدائه لمهمته الانتخابية، ودون إشعارهم بأنه يقدم لهم مزية لا يستحقونها أو عملا غير مطالب به.. ينتظرون منه العمل الجاد والجيد، ولكن بهدوء، وإن أمكن بسرية تقتضيها بعض الملفات المثقلة بالتجاوزات والمليئة بالفضائح... لنكن مواطنين عاديين دون مبالغة أو مغالاة...


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)