الجزائر

لست ضد بوتفليقة.. ولكن


للتوضيح أقول: عندما ننتقد أوضاعا نعتقد أو نقدّر أنها غير صائبة أو خاطئة، فذلك لا يعني أننا ضد فلان أو علان. الأمور بلغت من السوء ما يثير القلق العميق ويتطلب، كلما كان ذلك ممكنا، ليس الصراخ فقط بل التفكير بجدية في ما ينبغي أن يتغير والدفع في اتجاهه.
في كل الأحوال ما دام هناك إمكانية لممارسة الحرية فلا بد من ممارستها، بل لا بد من العمل على توسيع هامش الحرية ما استطعنا، لأن ذلك دور الإعلام، ولأن ذلك في صالح البلاد. وعلى العموم فمداحو السلطة كثيرون ووسائلهم أكبر. فالسلطة وعُصبها، والمال والخارج، هي أطراف معادلة الحكم حتى الآن، والجزائريون هم الغائب الأكبر. وتلك مشكلة المشاكل.
وأقول إنه مهما كان من يحكم فعلا، كما يتساءل البعض، بوتفليقة أو أصحاب النفوذ والقرار، فإن الجزائر غرقت في العشرية الأخيرة كلية في اقتصاد ريعي وكومبرادوي يحتكره أشخاص قلائل، وتم الاستحواذ على السلطة والثروة بطرق غير ديمقراطية.
الرئيس بوتفليقة يحكم البلاد منذ حوالي 13 سنة، وإذا اعتبر البعض أن هذه الفترة كلها غير كافية فأقول له أرجوك قارن مع ما أنجزه أردوغان في أقل من عشرية في تركيا، حيث ضاعف دخل بلده أربع مرات، واعطني عُشُرَهُ فقط أنجز في الجزائر. أما استعادة الأمن فهذا أمر صحيح ولكنه غير كاف، لأن عوامل الانفجار تزداد يوما بعد يوم.
كثيرا ما قلنا إن الثورة تحولت عند البعض لريع استخدم لتبرير التسلط واحتكار السلطة، واليوم لا يمكن أن تتحوّل استعادة الأمن لريع جديد يستخدم مبررا لاحتكار السلطة والاستحواذ على الثـروة.
إنني وأنا أكتب هذه الخاطرة تذكرت نكتة تنتمي للثقافة الذكورية البائسة في أريافنا، ''اضرب زوجتك كل يوم إن كنت لا تعرف لماذا فهي تعرف!''. وقد يكون الأمر مقبولا أكثـر للسلطة في بلداننا، لأن ما خفي أعظم.
أكثـر من هذا صدقوني، إنني أشك أحيانا أن النقد الذي نوجهه للسلطة هو عامل ضد التغيير! لماذا؟ لسبب بسيط أنه قد يتحول لعامل تنفيس يسمح للنظام بالاستمرار وادعاء الديمقراطية، أو قد يستخدم لتصفية العُصب حساباتها في ما بينها! وذلك ليس غرضي ولا مسؤوليتي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)