لحومنا من بوادينا

رمضان على الأبواب ومعه ينطلق موسم الحج إلى البطون وكأنّ هذه الكروش عانت القحط طول السنة ، فالهمّ كل الهم تعبئتها بما لذّ وطاب بجولة في الأسواق قد تدوم ساعات وساعات إلى أن لا يصبح الفم قادرا على احتواء اللسان الذي يخرج من جوفه شربة ماء.ولا غرابة أن تشكل اللحوم بيت قصيد المتسوقين والصائمين عموما بحتا عن حريرات، ولكن هذه الأيام طرح اشكال لم نكن نسمع به من قبل ومفاده من أين تأتي لحومنا الحمراء واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي التي تروّج لكل شيء ولا شيء عندما نعرف الغاية فأحيانا تكون سليمة وأحيانا تكون بقصد أمر ما ، وبالفعل المواقع ذهب بعضها إلى اعلان مقاطعة اللحوم الحمراء لأنّها قادمة من فرنسا وطريقة ذبها معروفة فهي تلجأ إلى صرع القطيع وصعقه بالكهرباء وسط الماء المغلى عوض ذبحه على الطريقة الإسلامية،‮ ‬وتجاوزات أخرى حاصلة في ‬وسم اللحوم بكلمة‮ ‬ حلال في ‬غياب أي ‬ضمانة تؤكد صحة ذلك.
ولكن تطمينات وضمانات الدولة ممثلة في وزارة التجارة أبطلت الشكّ باليقين وأكدت أن ما نأكل من لحوم هو نتاج مراعينا وبوادينا وضيّعنا النزر القليل جدا جدا نستورده مجمّدا لا أكثر .
و من غير المعقول أن تتحايل الدولة أو تتلاعب في أمر شرعي و هذا أمر مفروغ منه من باب وعي الدولة بمسؤولياتها تجاه شعبها .