الجزائر

لحوم الرجال مسمومة يا سعداني!



لحوم الرجال مسمومة يا سعداني!
هل استقال سعداني أم أجبر على الاستقالة أو بعبارة أخرى أقيل؟نفس السؤال الذي طرحناه السنة الماضية عند ابتعاد مدير المخابرات السابق من على رأس الجهاز، ذلك القرار الذي اعتقد سعداني أنه هو من مهد له الطريق.إبعاد سعداني من على رأس جبهة التحرير ضرورة كان لابد منها، وقرار حكيم لا أستبعد أن يكون الرئيس بوتفليقة، الرئيس الشرفي لجبهة التحرير، هو من اتخذه، لأن سعداني الذي يتكلم باسمه ويتمسح به، أضر كثيرا الرئيس بتصرفاته وذهب بعيدا في غيّه وإهانة الرجال والمؤسسات باسم رئيس الجمهورية.آخرها كانت خرجته ضد مدير المخابرات السابق، الجنرال توفيق، الذي اتهمه اتهامات ثقيلة طعنت في المؤسسة وليس فقط في الرجل، باتهامها بضلوعها في أعمال الإرهاب والعمالة لفرنسا. وحتى اتهامه لعبد العزيز بلخادم، غريمه، فيه طعن لرئيس الجمهورية الذي سبق وعيّن الرجل في مهام سامية كرئيس للحكومة وكوزير للخارجية ووزير دولة مبعوث شخصي للرئيس وليس فقط كأمين عام لجبهة التحرير.بوتفليقة كسياسي محنك يعرف أن البلاد تحكم بالتوازنات وباحترام الرجال والمؤسسات، وطعن سعداني في الفريق توفيق هو طعن في كل المؤسسات بما فيها مؤسسة الرئاسة التي وضعت الثقة في الرجل لأزيد من 16 سنة من العمل بين الرجلين.ما فعله سعداني، الذي يرى فيه البعض شجاعة سياسية غير مسبوقة، سابقة في تاريخ الجزائر، فلم يسبق لأي مسؤول سياسي أن طعن في أجهزة الدولة وأخرج الصراعات، سواء كانت حقيقية أو مزعومة، إلى العلن ووضعها على لسان الجميع يلوك سيرة المسؤولين.لكن ليس هذا خطأ سعداني الأول، فقد حاول التقرب من المملكة السعودية على حساب مصالح البلاد، حتى أنه قال إنه لابد من الوقوف إلى جانب المملكة أمام اتهامات أمريكا لها بالضلوع في الإرهاب، وقبلها أصدر تصريحا غريبا حول القضية الصحراوية في محاولة مفضوحة للتقرب من المملكة المغربية، حيث أوهم الرأي العام أن القضية الصحراوية هي من صنع المخابرات وقال إنه شخصيا له موقف آخر من القضية، الشيء الذي يكون أغضب الرئيس وجعله يستقبل الرئيس الصحراوي في رسالة واضحة لسعداني وللمغرب بأن القضية الصحراوية هي قضية شعب يطالب بحقه في الاستقلال ومعترف بها أمميا وليست من افتعال الجزائر مثلما يفهم من كلام سعداني!إبعاد سعداني من رأس الأفالان جاء متأخرا جدا، فقد أضر الرجل كثيرا بهذا الحزب الذي تحاول السلطة الإبقاء عليه ليس لدوره التاريخي فحسب، وإن كان ابتعد عنه كثيرا بمجيء سعداني على رأسه، وإنما نكاية في فرنسا التي عملت الكثير لإلغاء الأفالان كمعلم يذكرها بتاريخها الأسود في البلاد، فهل الذي سيخلف سعداني خلال المؤتمر المقبل بإمكانه انتشال الحزب من المستنقع الذي أغرق فيه!؟لحوم الرجال مسمومة والمؤسسات لا تضحي بأبنائها.. وهذا ما لم يفهمه سعداني!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)