الجزائر

لجنة برلمانية للتحقيق في ''البطاطا''


ما أروع أن يستمع المواطن الجزائري البسيط إلى ممثليه وهم يتحدثون عن مشاكل الشعب، ففي كل مرة يدهشون الناس بـ خرجات جميلة. أول أمس فقط قدم رئيس اللجنة البرلمانية للتحقيق في ندرة الزيت والسكر في جانفي الماضي، معلومتين مهمتين. الأولى خطيرة، وهي أن اللجنة التي اشتغلت مدة ثُلث سنة تغيّر فيها العالم أجمع، ومات فيها رؤساء وسُجن آخرون، المعلومة الخطيرة هي أن اللجنة التي ترأسها النائب كمال رزقي لاحظت غياب المجلس الوطني للمنافسة. وعلق أنه لم يفهم لماذا لم يتم تأسيس المجلس وتنصيبه. والثانية أخطر، وهي أن لجنة التحقيق البرلمانية وجهت دعوة أو استدعاء لوزارة التجارة، لكن هذه الأخيرة لم تستجب، ولم يستمع المحققون البرلمانيون لرأي الوزارة في ندرة الزيت والسكر، التي كادت أن تحترق الجزائر بسببها في جانفي الماضي. وما دون ذلك، قال الدكتور كمال رزقي، صباح أول أمس، في القناة الإذاعية الثالثة، كلاما يعرفه الجزائريون والجزائريات، دون أن يكونوا محققين برلمانيين.  وزل لسان هذا البرلماني، وقال لاحظنا غياب الدولة في الميدان ، وتدارك الأمر بسرعة عندما ذكرته الصحفية بذلك، ونفى ما قاله، لأنه يدرك أن مثل هذا الكلام لا يليق أن يخرج من فم شخص مثله في الجزائر، رغم أنه يعرف أن نظراءه في الديمقراطيات التي تحترم نفسها لا يحققون في ندرة الزيت والسكر، ويقولون ما لا يمكن، ربما، أن يقوله بينه وبين نفسه هو حتى في الحلم. بعد أكثـر من 10 أشهر سلم البرلمانيون لرئيسهم عبد العزيز زياري نتائج التحقيق، الذي خاضوه، في أسباب ندرة الزيت والسكر في جانفي 2011،  ويعرف الجزائريون أن التقرير لا يقدم ولا يؤخر شيئا في يوميات الجزائريين، لأن البرلمان الذي تشجع وأسس لجنة برلمانية للتحقيق في ارتفاع أسعار المادتين الاستهلاكيتين المذكورتين، عليه أن يواصل عمله، ويفتح تحقيقا جديدا، لأن أسعار البطاطا ارتفعت هذه الأيام إلى 70 و75 دينارا للكيلوغرام. ويحقق أيضا في ارتفاع أسعار العدس واللوبيا والرمان، وفي اختفاء الخبز أيام العيد وبعده. الخرجات الجميلة للبرلمانيين الجزائريين تأتي، عادة، عندما تقترب عهداتهم الانتخابية من نهايتها، والتي يبدأونها دائما بالشكاوى من الولاة الذين لا يوجهون لهم الدعوات لمرافقة الوزراء في زياراتهم الميدانية، وينهونها بالتحقيقات، مثل التحقيق في ارتفاع أسعار السكر والزيت. ربما يرون أنهم بإكثارهم الحديث عما يعتقدون أنه انشغالات الناخبين، يكسبون ثقتهم ليعودوا مجددا إلى البرلمان الذي يوفر لهم ما لا يتوفر لعامة الجزائريين من راتب ولواحقه. وعليه، لا يجب أن نستغرب أن يطالبوا هذه الأيام بتشكيل لجنة للتحقيق في ندرة الترفاس ، إنه موسمه ولم يظهر بعد في الأسواق، إن الأمر في غاية الخطورة ويستحق اهتمام البرلمانيين.    lahcenebr@yahoo.fr
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)